«كنت بقفل على نفسي الأوضة وأعيط».. هكذا عبرت الفتاة العشرينية إنجي أشرف، ابنة محافظة الجيزة، عن معاناتها مع التنمر الشديد الذي تعرضت له منذ طفولتها نتيجة لتشوهات ظهرت على وجهها بعد إصابتها بمرض «الإنجوما» وهو الورم الوعائي الدماغي، لكنها واجهت هذا التنمر، من خلال فيديوهات تقدمها عبر منصة «تيك توك»، متحدية خجلها، غير مهتمة بأي تعليقات سلبية لا تحترم آدميتها.
إصابة «إنجي» بمرض «الإنجوما» في العام الأول من عمرها
روت «إنجي»، صاحبة الـ23 عامًا، التي تعيش حاليًا بمدينة السلام محافظة القاهرة، قصة إصابتها بمرض «الإنجوما»، وظهور تشوهات كثيرة في وجهها جلبت لها التنمر، لـ«»، موضحة أنها وُلدت طبيعية تمامًا بلا أي تشوهات أو ندوب في وجهها، وأنها بعد إتمام ربيعها الأول، بدأت تظهر نقاط بنية اللون على وجهها الطفولي الجميل، ما أثار حيرة والديها اللذان ذهبا بها إلى طبيب متخصص، ليخبرهما بأن طلفتهما مُصابة بمرض «الإنجوما»، وتحتاج لإجراء عملية ليزر لإزالة هذه النقاط.
لم يتوان الوالدان، في إنقاذ طفلتهما من مخالب وحش مرضي قد يفتك بجمالها، واجريا لها العملية، على أمل أن يعود وجهها إلى حالته الأولى، إلا أن آمالهما تهاوت سريعًا بعد إجراء العملية؛ فبدلًا من اختفاء تلك النقاط البنية، أُصيب وجهها بالتورم، وبدأ ينتفخ بطريقة عشوائية أدت لظهور التشوهات، وهنا بدأت رحلة الطفلة، مع التنمر.
معاناة الطفلة في المدرسة بسبب تعرضها للتنمر
معاناة شديدة عاشتها «إنجي»، خلال مرحلة دراستها في الابتدائية، نتيجة لتنمر زملائها عليها وخوفهم من أن يكون مرضها معديًا، وفقا لها: «كنت برجع من المدرسة أدخل أوضتي وأقفل على نفسي وأعيط، وقصيت شعري من التنمر».
مرت السنوات على «إنجي» بصعوبة، تركت خلالها المدرسة بعد الصف السادس الابتدائي، وذاقت مرارة المرض والحرمان، إلا أنها منذ عام مضى قررت أن تواجه خجلها، وتقف صامدة، فراحت تطل وبكل رضا وشجاعة على العالم، من مقطع فيديو عبر منصة «تيك توك»: «لقيت ناس كتير هاجمتني وقالتلي إنتي بتاجري بمرضك، لكن برضو لقيت ناس أكتر بكتير بتدعمني وتدعيلي من كل قلبها»، مؤكدة أن ظهورها على الـ«سوشيال ميديا» ساعدها في التغلب على خوفها وخجلها والتعايش مع مرضها، وأنها الآن تواظب على الظهور عبر «تيك توك» في فيديوهات تسلط الضوء خلالها على أنشطتها اليومية المختلفة في المنزل.
«إنجي»: حاولت اشتغل بس كانوا بيمشوني ويقولولي متجيش هنا تاني
«دلوقتي الحمد لله مبقتش أتأثر بالتنمر، بس أكتر حاجة بتوجع قلبي وتزعلني إن طفل لما يشوفني يتخض ويعيط، بزعل من نفسي أوي أنه اتخض بسببي وممكن أقعد أعيط زيه».. قالتها «إنجي»، مضيفة أن أملها في الشفاء من بعد الله يتوقف على إجراء 3 عمليات جراحية في وجهها كي تعود إلى طبيعتها الأولى، إلا أن حالة أسرتها المادية لا تسمح؛ إذ أن الأب يعمل مدرس بالمدرسة الفنية الصناعية، والأم ربة منزل: «أكتر من مرة حاولت أشتغل زي صحباتي في مصانع ملابس ولا حاجة بس أول ما كانوا يشوفوني كانوا يقولولي مفيش شغل ومتجيش هنا تاني»، مشيرة إلى أن تكلفة العملية الواحدة قبل 3 سنوات كانت نحو 30 ألف جنيهًا.