الدهون في الأكل – صورة أرشيفية
كثيرًا ما يخلط بعض الناس بين الدهون الضارة والنافعة، ويربطون بين تناول الدهون عمومًا والإصابة بأمراض القلب والسمنة والسكر، ما يجعل الكثير منهم يمتنع عن تناولها، حارمًا جسمه من قيم غذائية هامة تحقق له عدة فوائد صحية.
ذكر الدكتور أسامة حمدي، أستاذ السكر بجامعة هارفارد، أنه لا يوجد لغط في مجال التغذية أكثر من اللغط المُتداول بشأن الدهون، وأن الكثيرين من الناس يتساءلون عن علاقة أكل الدهون بـ أمراض القلب، والسمنة، والسكر، ويكررون أسئلة على غرار: ماذا نأكل منها؟ وهل حقًا يحتاج إليها الجسم؟ وما الدهن الضار والدهن المفيد؟
10 معلومات هامة عن الدهون
ونتيجة لهذا اللغط الكبير الذي ينتشر بين قاعدة عريضة من الناس، قدم «حمدي»، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، 10 معلومات هامة عن الدهون، وهي:
1- الدهون عنصر أساسي في الأكل، ومصدرها الأساسي دهون اللحوم، والأسماك، ومنتجات الألبان، والزيوت، والسمن، والبيض، مضيفًا أن عند هضم هذه الأطعمة تتحول إلى مكونها الأساسي، وهو الأحماض الدهنية، وتمتص من الأمعاء، ومنها ما يسمى بالأحماض الدهنية المهمة «Essential fatty acids»، وهي التي لا يمكن للجسم أن يكونها من تلقاء نفسه، وتدخل في تكوين كثير من الهرمونات المهمة لعمل الجسم، كالهرمونات الأنثوية، والهرمون الذكري، وهرمون الكورتيزون المهم، وهرمون الأدرينالين.
2- جرام الدهون يحتوي على 9 سعرات حرارية، وهى أكثر من ضعف السعرات في جرام النشويات أو البروتين، فكل جرام منهما يحتوي على 4 سعرات حرارية فقط؛ لذا فإن كثرة أكل الدهون قد تتسبب في زيادة الوزن.
3- الدهون هي مخزن طاقة الجسم، وتتحول عند الحاجة إلى سكريات تمد الجسم بالطاقة اللازمة في حال قلت نسبة النشويات في الأكل عن معدل حرق السعرات في الجسم، فالجسم يستمد طاقته أولًا من النشويات، ثم من الدهون؛ لذا فإن كثرة أكل النشويات، كالخبز، والأرز، والسكريات، لا تعطي الجسم فرصة لحرق الدهون، فيزيد تخزينها في الجسم إلى حين الحاجة إليها.
4- قد تتجمع الدهون المُخَزنة في منطقة الخصر، وداخل الكبد، ووجودهما في هذه الأماكن مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمرض السكر.
الدهون النافعة للجسم
5- أوضح أستاذ السكر بجامعة هارفارد، أن الدهون في الأكل بعضها مفيد، وبعضها ضار: المفيد منها يسمى الدهون الأحادية غير المشبعة «monounsaturated fat»، مثل تلك الدهون الموجودة في زيت الزيتون، والكانولا، والأڤوكادو، والمكسرات، وهي تعد بمثابة علاجٍ للجسم إذ تخفض الكوليسترول الضار «LDL»، وترفع الكوليسترول النافع «HDL»، فتقي بذلك القلب والمخ من أمراض تصلب الشرايين وانسدادها، وأيضًا هناك الدهون غير الضارة، وهي توجد في معظم الزيوت الأخرى، كزيت الذرة، وزيت عباد الشمس، وبذرة القطن، والكتان، وتسمى الدهون المتعددة غير المشبعة «polyunsaturated fat»، وتعتبر دهون غير ضارة لكونها تُخفض أيضًا الكوليسترول الضار، ولكنها لا ترفع الكوليسترول النافع، وأن زيت النخيل، وزيت جوز الهند يحتويان على كمية كبيرة من الدهون المشبعة «saturated fat»، والدهون المشبعة عمومًا ترفع الكوليسترول الضار، فلا يُنصَح بهما لمرضى القلب والشرايين.
6- الدهون الموجودة في زيت السمك، ودهن الأسماك مفيدان جدًا؛ لأنها تمد الجسم بمادة الأوميجا ٣ «Omega 3»، التي تخفض الجلسريدات الثلاثية في الدم، فتقي القلب، وتغذي الجهاز العصبي والمخ.
7- الدهون الموجودة في اللحوم الحمراء هي دهون ضارة لاحتوائها على أعلى نسبة من الدهون المشبعة التي ترفع الكوليسترول الضار، وتخفض الكوليسترول النافع، والأكثر خطرًا دهون اللحوم المخلقة، كاللانشون، والهوت دوجز، ليس للدهن فقط؛ ولكن لإضافة مواد حافظة ضارة إلى اللحوم حتى لا تفسد.
أكثر الدهون خطورة
8- أكثر الدهون خطورة على الإطلاق هي الدهون المتحولة، أي «السمن الصناعي»، المصنوع من الزيوت بعد هدرجتها غير الكاملة بالهيدروجين لتصبح متماسكة، وتناول المنتجات المصنعة من السمن الصناعي، مثل: الفطائر، والمعجنات، والكيك، وغيرها، تزيد فرص الإصابة بانسداد شرايين القلب والمخ، فهذه الدهون ترفع الكوليسترول الضار، وتُخفِض الكوليسترول النافع، وعلى الرغم من أن السمن الصناعي المحضر ببلورة زيت النخيل، وليس الهدرجة، ضار أيضًا؛ لاحتوائه على نسبة عالية من الدهون المشبعة، إلا أنه أقل ضررًا من السمن المصنع من الزيوت المهدرجة.
9- منتجات الألبان ليس منها ضرر، رغم احتوائها على نسبة عالية من الدهون المشبعة؛ إذ أثبتت الدراسات الأخيرة أن هذه النوعية بالذات من الدهون المشبعة الموجودة في منتجات الألبان غير ضارة، فاللبن الكامل الدسم، والجبن، والزبادي، والقشدة، والسمن البلدي ليس منها ضرر سوى مد الجسم بكمية عالية من السعرات الحرارية التي ربما تتسبب في زيادة الوزن لاحتواء الدهون على نسبة عالية من السعرات الحرارية.
10- الدهون في البيض، والقشريات (الجمبري والكابوريا)، والكبد، والكلاوي تحتوى على كمية عالية من الكوليسترول، ولكنه لا يُمتص بسهولة من الأمعاء؛ لذا فإن تأثيره طفيف على كوليسترول الدم؛ لذا لا مانع من بيضة أو اثنتين عدة مرات في الأسبوع، والبروتين في البيض مهم جدًا للجسم، وارتفاع كوليسترول الدم يتطلب علاجًا، وليس منع كل هذه الأغذية.