جدول المحتويات
ما الجبلان اللذان ذكرا في القران في ايه واحده، أمر الله عز وجل سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد أن رزقه ابنه إسماعيل رغم كبر سنه، استجابة لطلبه الذرية الصالحة من رب العالمين حين أصبح متقدمًا في العمر، وكانت زوجته السيدة سارة عاقرًا، ثُم استجاب له الله عز وجل ورزقه بالسيدة المصرية هاجر التي أفرغ الله في قلبها التقوى ونور الإيمان، فصارت زوجة صالحة لسيدنا ابراهيم شيخ الانبياء، رزقه الله رغم الكبر سيّدنا إسماعيل، من نسل السيدة هاجر فكان فرحه به عظيمًا، يحب أن يأنس بالقرب منه، فلما أراد الله اختباره فأمره عز وجل أن يأخذ زوجته وابنه الرضيع ويسكنهما صحراء الجزيرة العربيّة وهي صحراء قاحلة لا طعام فيها ولا شجر فيها ولا سكن، فاستجاب لأمر ربه. [1]
ما الجبلان اللذان ذكرا في القران في ايه واحده
إنّ الجبلان اللذان ذكرا في القران في ايه واحده هما الصفا والمروة، والدليل على ذلك قوله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم)، فالمروة والصفا جبلان معروفان في المسجد الحرام. وكان جبل الصفا متصلاً بجبل أبي قبيس، وجبل المروة متصل بجبل قعيقعان، ولكن تم الفصل بينهما بعد التوسعة التي تضمنت الصفا والمروة وأدخل الجبلين الحرم بعد أن كانا خارجين عنه.
وتبعد المسافة بين الجبلين 400 مترا تقريبًا، ويتوسط الممر يطلق عليه اسم المسعى أضواء خضراء، تمتد على طول مسافة 55 مترًا، والهدف من هذه الأضواء هو إعلام الساعين بين الصفا والمروة ببدء الهرولة وانتهائها، ويمثل هذا الموضع الوادي الذي سعت فيه السيدة هاجر عليها السلام بحثًا عن الماء، فشُرِع الاسلام للرجال الجري أثناء السعي دون النساء رأفة ورحمة بهن. [2]
اقرأ أيضًا:دعاء السعي بين الصفا والمروة في العمرة
السعي بين الصفا والمروة
يعد السعي بين الصفا والمروة من أركان العمرة والحج ، وسعى النبي صلى الله عليه وسلم بينهما في الحج سبعة أشواط، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم، ولهذا المسعى قصة قديمة جدًا، لكن الله عز وجل أراد تخليدها بهذه الشعيرة المباركة إلى يوم الدين، ذلك أن الله أمر سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يسكن أهل بيته زوجته هاجر وابنه إسماعيل في واد القاحل لا يوجد فيه ماء ولا طعام ولا شجر، يقع هذا الواد في مكة المكرمة، فامتثل إبراهيم عليه السلام لأمر ربه، وأسكن عائلته مكة وأبقى معهما شيئاً من الماء والزاد.
لكن هذا الماء لم يلبث أن نفِد، فارتفع صراخ الصبي بالبكاء من شدة شعوره بالعطش، واشتعل قلب أمه هاجر عليه خوفًا ووجلًا عليه ،فذهبت تبحث عن الماء، فصعدت على جبل الصفا لعلّها تجد أحدًا ليساعدها فلم تجد، فنزلت عنه وصعدت على جبل المروة، وظلت تكرر ذلك سبع مرات، تصعد على المروة تارةً ثم تسعى إلى الصفا، وبينما كانت واقفة على جبل المروة نظرت نظرة المشفق إلى موضع طفلها، فرأت الماء يتفجر من تحته ففرحت بذلك فرحًا شديدًا وذهبت إليه، وقامت تضم إليها الماء خشية سيلانه، وتقول زم زم، وهو يتفجر من تحت قدمي الابن كانت تحاول جمعه، وهكذا بعث الله عز وجل الحياة في هذه الأسرة المباركة، فسكنت بعض القبائل العربية المنطقة بعد بعث الله عز وجل الحياة فيها.
وتحققت دعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى: (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون).[2]
وقد فرض الله السعي بين جبلي الصفا والمروة تذكيرًا للأمة بهذه الحقائق الإيمانية العظيمة، فيبدأ المعتمر أو الحاج بالصفا وينتهي بالمروة كما أمر الله عز وجل، وقد أصبح هذا السعي شعيرة مهمة من شعائر الله، بعد أن كان الجاهليون يسعون بين الجبلين تعظيمًا لوجود الأصنام، فقد كان على جبل المروة صنم لإساف، وعلى جبل الصفا صنم لنائلة، بعد ذلك جاء الإسلام بالحق، ونوّر الله عز وجل قلوب المسلمين بهذا الوحي العظيم.[1]
اقرأ أيضًا: ما يقال في السعي بين الصفا والمروة
أحكام السعي بين الصفا والمروة
حسب الراجح من أقوال أهل العلم أن السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أثناء طوافه بين الصفا والمروة: (اسعوا؛ فإن الله كتب عليكم السعي)، وقالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وهي تذكر الصفا والمروة: “فكانت سنة، فلعمري ما أتم الله حج من لم يطفبين الصفا والمروة”.
والمقصود هنا من قولها فكانت سنة أي كانت سنة الإسلام، ولا تعني نفي الفرضية، بدليل قولها: “ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة”، ويشترط بالسعي بين الصفا والمروة أن يكون ذلك في المسعى، وهو الممر الممتد بين الصفا والمروة، وأن يكون السعي سبعة أشواط ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فعل ذلك ولقوله: (خذوا عني مناسككم)، فلا يصح السعي خارج المسعى، الراجح أنه يشترط على الحاج أن يبدأ بالصفا، ويختم بالمروة، فيسعى من الصفا إلى المروة ويحسب له شوطًا، ثم يعود من المروة إلى الصفا فيحسب له شوطًا آخر، ويستمر هكذا حتى يكمل السبعة أشواط؛ فينتهي وصولًا إلى بالمروة.
إذا بدأ الحاج بالمروة، لا يعد له شوطًا بل بيدأ العد من جبل الصفا، كما أن بعض أهل العلم اشترطوا أن السعي لا يكون إلا بعد طواف، والأرجح عدم اشتراطه في الحج يوم النحر؛ والسبب عدم وجود دليل صحيح على ذلك، بل الثابت من القول أن النبي محمد صلى الله عليه وسلَّم عندما سئل في يوم النحر عن شيء أخر أوقدم إلا وقال: (افعل ولا حرج)، لكن في أداء السعي في العمرة، قد يصح القول بالاشتراط.
كما يجوز للحاج أن يؤخر السعي، ولا يشترط الموالاة بين السعي وبين الطواف، والموالاة تعني المتابعة بين الأشواط؛ بحيث لا يقطعها شيء الا في حالات الضرورة كمن احتاج لقضاء الحاجة، ومن اشتد عليه الزحام، كما أن الطهارة ليست من شروط السعي، وإن كان ذلك أفضل، بل يجوز للحائض أن تسعى؛ لقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لعائشة: (فاقضي ما يَقْضِي الحاجُّ غير ألا تطوفي بالبيت).
ما الجبلان اللذان ذكرا في القران في ايه واحده، هما الصفا والمروة، والسعي بينهما ركن أساسي من أركان فريضة الحج، كما أن الله تعالى خلد ذكرهما بسبب حادثة نبيه ابراهيم عليه مع أسرته، وقصة صبرهم على امتحان الله عز وجل لهم.