| سماء مصر على موعد مع حدث نادر الليلة.. «القمر يحجب كوكب أورانوس»

حدث مرئي نادر جدًا، يُرصد مساء اليوم الإثنين في بعض الأجزاء الواسعة من العربي في شمال غرب السعودية ومصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين ولبيبا وتونس والجزائر، إذ تشهد هذه المناطق تحرك القمر أمام كوكب أورانوس، الكوكب السابع العملاق الجليدي في ظاهرة تسمى «الاحتجاب».

تفاصيل ظاهرة الاحتجاب 

ويقول المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إنّ ظاهرة الاحتجاب تحدث عندما يختفي جسم سماوي بواسطة جسم سماوي آخر يمر بينه وبين الراصد، إذ يستخدم مصطلح «الاحتجاب» عادة عندما يمر القمر أمام أحد النجوم أو الكواكب في دائرة البروج.

وأضاف رئيس الجمعية الفلكية، أنّ ظاهرة الاحتجاب لا يمكن رصدها إلا من خلال جزء صغير من سطح الأرض، وذلك بسبب قرب القمر كثيرًا إلى الأرض مقارنة بالأجرام السماوية الأخرى، وهو ما يجعل موقعه الدقيق في السماء يختلف كثيرًا اعتمادًا على موقع الراصد على الأرض، إذ يختلف كما يُرى من نقطتين على جانبي الأرض وذلك بمقدار حوالي درجتين إلى أربعة أضعاف قطر البدر.

وتابع «أبو زاهرة» أنّه إذا تم اصطفاف القمر ليمر أمام كوكب أو نجم لراصد على أحد جانبي الأرض، فإنّه من الممكن ظهوره على بُعد درجتين فقط من ذلك الجسم على الجانب الآخر من الأرض، إلا أنّه بالنسبة لباقي مناطق العالم يُرصد القمر يمر بالقرب من كوكب أورانوس فقط.

ويوضح رئيس الجمعية الفلكية، أنّ ظاهرة احتجاب أورانوس وعودة ظهوره، مع وجود القمر على ارتفاع عالِ في السماء، كما أنّ الكوكب لا يكون مُشاهدًا بالعين المجردة، إذ يبلغ لمعانه نحو +5.7 إلا أنّه يمكن رصده من خلال استخدام منظار صغير حجم 10 × 50، أما التلسكوب مقاس 80- 100 مم (حوالي ثلاث إلى أربع بوصات) يعطي تكبيرًا بنسبة لا تقل عن 100x، إذ يستطيع الراصد رؤية حجم قرصه الأزرق والأخضر بمقدار 3.7 ثانية قوسية.

يفضل استخدام التلسكوبات الكبيرة في الرصد

وأشار رئيس الجمعية الفلكية إلى أنّه يفضل استخدام التلسكوبات الكبيرة، والتي تقدم للراصد عرضًا أفضل للحدث، في حين يجب الحرص على أن يكون مستوى التكبير ضمن الحد الذي يسمح بالحفاظ على كامل جسم القمر داخل مجال الرؤية حتى يشاهد ظهور أورانوس من خلف الجانب غير المُضاء للقمر.

ولفت «أبو زاهرة» إلى أنّه عادة ما تحدث هذه الحالات من الاحتجاب للنجوم والكواكب الساطعة عدة مرات خلال العام، وأحيانًا يحدث عدد حالات احتجاب لنفس الجسم خلال أشهر متتالية، وذلك بسبب تتبع القمر نفس المسار عبر السماء كل شهر، وبعد بضعة أشهر وعندما يتغير مسار القمر عبر المسار لتنتهي سلسلة الاحتجابات.