باسيل يرهن استبعاده من الرئاسة بإزاحة فرنجيّة وعون

ينقل أحد الوزراء العونيين السابقين على لسان جبران باسيل قوله في لقاء خاصّ ضمّه مع عدد قليل من كوادر التيار الوطني الحر: «الرئيس نبيه برّي يتعامل معنا بكيديّة، وهو مستعدّ أن يفعل كلّ شيء وأيّ شيء ليس لإسقاطي فقط بل لاجتثاث التيار من الحياة السياسية، وهو يرى أنّ تحقيق ذلك يكون بإيصال سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، معركتي مع سليمان فرنجية معركة وجودية».

يخوض النائب باسيل معركة رئاسة الجمهورية بخطّتين، الأولى: أن يصل للرئاسة خلفاً لعمّه الرئيس السابق ميشال عون كمرشّح لا يمكن تجاوزه أو الاستغناء عنه، وتحديداً من قبل حزب الله المتمسّك بتحالفه معه استناداً إلى تجربة 6 سنوات كاملة لم تشهد شائبة مزعجة بين الطرفين. الحزب هو القادر بنظر باسيل على أن يفرضه كما فرض عمّه من قبله على الجميع، وهو الناخب الأوّل والأخير في رئاسة الجمهورية، فيما الأولويّة لدى المجتمع الدولي ملء الفراغ في قصر بعبدا. والثانية: في حال انتهت إلى حائط مسدود مساعي باسيل للوصول شخصيّاً إلى الرئاسة، فهو يريد أن يمنحه حلفاؤه وعلى رأسهم حزب الله ورقة تعطيه حقّ تسمية الاسم الثالث للرئاسة على أن يكون استبعاده من السباق مقروناً باستبعاد سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزف عون، مثلما فعل عام 2019 بربط وجوده بالحكومة بوجود سعد الحريري على رأسها.

لماذا المرشّح الثالث؟

يرى باسيل أنّ وصول مرشّح من قبله على ألّا يكون من صقور التيار المناوئين له إلى رئاسة الجمهورية يمكّنه من السيطرة عليه مع وجود كتلة نيابية مسيحية كبيرة يربطها تحالف متين مع حزب الله، وهو ما يجعل ذاك الرئيس أسيراً له في قصر بعبدا.

بالمقابل، يعتبر أنّ وصول سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، وإن ترافق مع ضمانات كبرى على صعيد الحكومات التي تُشكَّل والتعيينات الرسمية والسطوة داخل بعض الوزارات وعلى رأسها وزارة الطاقة بكفالة من حزب الله، بداية النهاية لسطوته داخل مؤسّسات الدولة من وزارات وأجهزة أمنيّة وبلديّات، والأخطر داخل البيئة المسيحية في الشمال، الأمر الذي يمثّل خطراً وجودياً على مستقبله الانتخابي والسياسي. ويرى أنّ وصول جوزف عون إلى بعبدا يضيّق دائرة هيمنته وسيطرته داخل القصر.

من يكون المرشّح الثالث؟

يضع باسيل في جعبته لائحة من الأسماء التي يناور بها ضمن خطّة المرشّح الثالث، ويطرح فيها العديد من الأسماء. تبدأ بالنافر منها الذي لا يمكن لحزب الله القبول به، كالوزير السابق زياد بارود أو سفير لبنان في الفاتيكان فريد إلياس الخازن، وتنتهي بمرشّح أو اثنين يختبئ جبران خلفهما ومستعد للقبول بأحدهما، وهما وزيرا الطاقة السابقان سيزار أبي خليل وندى البستاني، اللذان يحظيان بثقة كاملة عند باسيل، ووجود أحدهما في قصر بعبدا هو استمرار لوجوده في كل التفاصيل الرئاسية ويمنع استهداف التيار في العهد الجديد.

ويبدي مرجع نيابي سابق تخوفاً كبيراً من موقف حزب الله قائلاً: «لا يمكن الاطمئنان إلى ما سينتهي إليه قرار الحزب. ما زال جبران المرشّح المفضّل للحزب على الرغم من إدراكه صعوبة تسويقه داخلياً، ويسعى الحزب إلى إبرام صفقة مع باسيل مقابل استبعاد اسمه من السباق الرئاسي للحفاظ على التحالف معه».

ويضيف: «في الالتفاف حول مرشّح قويّ للرئاسة يَطمئنّ إليه الحزب مصلحةً لكلّ الأفرقاء الراغبين بطيّ صفحة العهد السابق بكلّ موبقاته. فتفكّك القوى المناوئة لباسيل يشكّل خدمة كبيرة له، وهذا ما يجب أن يدركه الداخل والخارج».

يخوض باسيل معركته واثقاً بما ستؤول إليه النتائج، وأنّ أيّ رئيس للجمهورية لن يمرّ من دون موافقته. فهل هي ثقة العارف المتمكّن بقرار الحزب وأمينه العام، أم هي ثقة فائض القوّة الذي يعتقد باسيل وحده دون غيره أنّه يمتلكها؟