جدول المحتويات
ما هو اسم الجمعة الأخيرة من رمضان واحدٌ من الأسئلة الّتي يطرحها المسلمون عند اقتراب نهاية شهر رمضان، واقتراب الجمعة الأخيرة منه. فشهر رمضان من أعظم الشّهور في العام الهجريّ. و كذلك هو شهر العبادة والطّاعة والأعمال الصّالحة. وهو شهر الّذي فُرض فيه الصّيام على المسلمين. كما يهتمّ بإخبارنا باسم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان. و كذلك ماهو الدذعاء المخصّص لها. كذلك يطلعنا على أحوال السّلف الصّالح في شهر رمضان المبارك.
الجمعة الأخيرة في رمضان
قبل بدء الحديث عن اسم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وجب الحديث عن يوم الجمعة. فهو سيّد الأيّام وأفضلها. وهو عيد المسلمين، ففيه يجتمعون على أداء الصّلاة المفروضة في هذا اليوم، وفضل هذا اليوم عظيمٌ وكبير، ويزيد فضله وأجره في شهر رمضان، حيث الوقت المبارك، والأجر المضاعف، والدّعاء المستجاب. وإنّ الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، هي من الأيّام الّتي لا يجب على المسلم أن يضيّعها إطلاقاً، بل عليه أن يضاعف سعيه وعمله بها لأنّها من أيّام العشر الأخير منه.
ويجب عليه أن يعاهد الله تعالى ويعاهد نفسه، على أن يثابر ويداوم على الطّاعة حتّى بعد انتهاء شهر رمضان، وفي الجمعة الأخيرة من رمضان فرصةٌ للتّوبة والترك النّوم والغفلة. والتّضّرع لله تعالى، ليقبل التّوبة. و كذلك فرصةٌ عظيمةٌ للدّعاء والاستجابة الموعودة في يوم الجمعة. ففضل الجمعة الأخيرة فضلان، فضلٌ ليوم الجمعة ذاته، وفضلٌ للوقت المبارك من رمضان والله أعلم.
ما هو اسم الجمعة الأخيرة من رمضان
أطلق النّاس اسم الجمعة الأخيرة من رمضان الجمعة اليتيمة. وذلك بسبب أنّ هذه الجمعة لا يأتي بعدها جمعةٌ أخرى في شهر رمضان. وتمّ إطلاق هذا الاسم على الجمعة الأخيرة في العصر العبّاسيّ، كما وضع النّاس في هذه الجمعة تقاليد وعاداتٍ يمارسونها في هذا اليوم، لكنّ الشّرع قد زان هذه الأفعال والعادات بميزانه الخاصّ. فحكم في ذلك بأنّ كلّ ذلك بدعةٌ لا أصل لها، وإحداثٌ في تعاليم الشّرع. ولا يجوز العمل بها فرسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “إيَّاكم ومُحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”.[1]
فمن ضلّ عن سبيل الحقّ فهو في النّار والعياذ بالله، وإنّ أهل العلم قد أفتوا بأنّ الجمعة الأخيرة من رمضان، لا فرق بينها وبين باقي أيّام الجمعة في رمضان، وليس لها عاداتٌ أو شعائر خاصّةٌ بها إطلاقاً، ومن اتّبع الأمور المحدثة في دين الله الحنيف، فد سلك طريق الضّلالة والبدع المودية للهلاك في نار جهنّم يوم القيامة، فلم يرد في القرآن الكريم أو السّنّة الشّريفة، أو حتّى من أفعال السّلف الصالح أيّ شيءٍ يخصّ الجمعة الأخيرة من رمضان، غير أنّها واحدةٌ من الأيّام العشرة الأخيرة، الّتي تتميّز أيامه بالفضل والأجر الكثير والمضاعف، وكذلك الدّعاء المستجاب والله أعلم.[2]
الأحكام المتعلقة بآخر جمعة من رمضان
قد تمّت الإجابة فيما سبق عن السّؤال المطروح ما هو اسم الجمعة الأخيرة من رمضان. حيث ابتدع النّاس لها اسماً وأطلقوه عليها وهو الجمعة اليتيمة. ويعتقد أنّ في هذه الجمعة يكفّر الله تعالى ذنوب المسلم جميعها. ويقضي المسلم فيها ما فاته من صلواتٍ طوال عمره، بحيث يصلّي صلاةً مخصوصةً خلال هذا اليوم، فيكون بذلك قد قضى كل ّصلواته الفائتة، ولم يبقَ عليه إثمٌ أو ذنب. لكنّ هذا المعتقد غير صحيحٍ ولا يجوز نشره بين النّاس. فكما سبق وذكر أنّ هذه الأمور مبتدعةٌ ومحدثةٌ في الدّين. ولا يجوز الأخذ بها أو العمل بها. لأنّ الجمعة الأخيرة في زمان لا فرق بينها وبين أيّام الجمعة الأخرى في الشّهر الفضيل.
كما انتشرت بدعةٌ وشائعةٌ بين المسلمين أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قد صلّى هذه الصّلاة المبتدعة، وقال بأنّها مكفّرةٌ لألف سنة، كذلك انتشر حديثٌ يقول: “من صلى في آخرِ جمعةٍ من رمضانَ, الخمسَ صلواتٍ المفروضةَ في اليومِ والليلةِ, قضت عنه ما أخل به من صلاةِ سنتِه”.[3] حيث قال الشّوكانيّ بأنّ هذا الحديث موضوعٌ ولا إشكال أو جدال فيه، أي أنّه مختلقٌ ومكذوبٌ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والله أعلم.[4]
دعاء الجمعة الاخيرة من رمضان
وردت سابقاً إجابة سؤال ما هو اسم الجمعة الأخيرة من رمضان، كذلك تمّ الحديث عن أحكام هذه الجمعة من رمضان، حيث لم يأتي فيها نصٌّ يدلّ على تميّزها من بين أيّام الجمعة الأخرى في شهر رمضان، كذلك لم يرد لهذا اليوم دعاءٌ مخصوصٌ يدعوه المسلم يوم الجمعة الأخير من رمضان، حيث أنّه يجوز للمسلم إن أراد أن يدعو، فليدعو بما يشاء وما يريد، ولا تخصيص في الدّعاء لأيّ يومٍ من أيّام رمضان إطلاقاً، وهذا ما ورد عن أهل العلم، لكن سنعرض فيما يأتي بعض الأحاديث الحسنة الّتي لا بأس على المسلم إن دعا بها أو تركها في دعاء الجمعة الاخيرة من رمضان، وهي:
- اللهمّ اختم رمضان المبارك بغفران ذنوبنا، وفرح قلوبنا، وأدخل عليها سعادة تغمرها، وتقبّل منّا طاعاتنا، واعتق من النّار رقابنا، وارحم والدينا وأبنائنا، واعف عنّا، وتجاوز عن خطايانا، يا ربّ العالمين.
- كذلك اللهمّ أنت الأوّل والآخر، لا تخرجنا من رمضان إلّا وأنت راضٍ عنّا، وقد غفرت لنا وأعتقتنا من النّيران، واكتب لنا يا الله الخير والسّعادة والاستقامة فيما بقي من أعمارنا، آمين.
- اللهمّ قنا من فتن الدّنيا، ومن فتنة الموت وفتنة القبر وفتنة الدّجّال، وهوّن علينا سكرات الموت، ولا تتوفّانا إلّا ونحن على دينك الحقّ.
- و كذلك اللهمّ اجعل عملنا وصيمنا مقبولاً، ودعائنا مسموعاً، واغفر لنا ذنوبنا، واجعل القرآن الكريم منهج حياتنا، وربيع قلوبنا، آمين.
- اللهمّ أبعدنا عن النّفاق وخصاله، وعن المحرّمات وما يقرّب منها، واجعل لنا في كلّ عمل ٍخيراً، وأبعد عنّا البلاء والحزن والشّقاء يا ربّ العالمين.
حال السلف الصالح في شهر رمضان
كان أصحاب رول الله صلّى الله عليه وسلّم يستقبلون رمضان مع الرّسول بالدّعاء والطّاعة والصّلاة، وكانوا يقضونه بالعبادات والأعمال الصّالحة إلى جانب الصّيام، فيغتنمون وقته المبارك بالطّاعات، ويجتنبون اللّهو واللّعب وما هو في حال المسلمين في رمضان في يومنا هذا، ومن أكثر الأعمال الّتي كان يجتهدون بها ما يأتي:[5]
حيث كان أصحاب رسول الله يثابرون على على قيام الليل الّذي هو صلاة التراويح. كما كانوا يحرصون على الإكثار من الصّدقات. وقراءة القرآن الكريم خلال صلاة اللّيل وفي أوقاتٍ كثيرةٍ أخرى. كما يحرصون على الإكثار من الدّعاء و التّضرّع لله تعالى في اللّيل والنّهار. أمّا في العشر الأخير من رمضان، فقد كانوا يتّبعون خطا رسول الله بالاعتكاف بالعشر الأواخر. فينقطعون عن الدّنيا ومتاعها. وينشغلون بالعبادة والدّعاء وقراءة القرآن وقيام اللّيالي. ليدركوا فضل ليلة القدر وأجرها العظيم. وليكونوا من العتقاء من النّار يوم القيامة والله أعلم.
شاهد أيضًا: ما هي الليالي الوتر في العشر الأواخر
ما هو اسم الجمعة الأخيرة من رمضان يسمّيها بعض النّاس الجمعة اليتيمة. هو ما تحدّث عنه هذا المقال. حيث قد وضّحنا بأنّ كلّ ما يتعلّق بالجمعة الأخيرة من رمضان. ما هو إلّا ابتداعٌ وإحداثٌ في الدّين. ولا أصل له في المصادر التّشريعيّة إطلاقاً.