جدول المحتويات
أول دم وضعه الرسول، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الإسلام أبطلَ كثيرًا من الأمورِ التي كان متعارفٌ عليها في الجاهلية، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن عادةٍ من هذه العادات، وهي عادة الثأر، حيث سيتمُّ بيان أوَّل دمٍ وضَعهُ الرسول صلى الله عليه وسلم كما سيتمُّ ذكر الدليل وشرحه، ثمَّ سيتمُّ ذكر نبذةٍ مختصرةٍ عن الشخص الذي وضعَ النبيُّ دمه، ثمَّ سيتمُّ ذكر بعض الامور الخاصة بعادات الجاهلية.
أول دم وضعه الرسول
إنَّ أوَّل دمٍ وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو دم ابن عمه ربيعة بن الحارث؛ لأنَّه أولى النَّاس به، وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم،[1] ودليل ذلك ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: “إنَّ دماءَكم وأموالَكم عليكم حرامٌ كحُرْمَةِ يومِكم هذا ، في شهرِكم هذا ، في بلدِكم هذا ، ألا إنَّ كلَّ شيٍء من أمرِ الجاهليةِ تحتَ قدمي موضوعٌ ، ودماءُ الجاهليةِ موضوعةٌ ، وأولُ دمٍ أضعُه من دمائِنا دمُ ربيعةَ بنَ الحارثِ بنِ عبدِ المطلبِ”.[2]
شاهد أيضًا: أول من آمن بالرسول من زوجاته
شرح الحديث الشريف
في هذه الفقرة من مقال أول دم وضعه الرسول، سيتمُّ شرح الحديث المذكور في الفقرة السابقة، وفيما يأتي ذلك:
شاهد أيضًا: من هو أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم
العادات الموضوعة
في بداية الحديث الشريف تحدَّث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض العادات غير المرغوبة في الجاهلية، وفيما يأتي بيانها وبيان معناها:[3][4]
- إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا: في هذه الجملة أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريم الدماء والأموال، وأكد أنَّ ذلك محرمٌ عليهم كحرمة يوم عرفة؛ حيث أنَّه يوم حرام؛ لأنه من جملة أيام الحج والناس فيه محرمون.
- في شهركم هذا: والمقصود فيه شهر ذي الحجة؛ لأنه من الأشهر الحرم بل هو أوسط الأشهر الحرم الثلاثة المقترنة.
- في بلدكم هذا: والمقصود مكة المكرمة، ولا شكَّ أنَّها أعظم البلاد حرمة.
- ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع: يعني موضوع تحت القدم وهذا كناية عن إبطاله وإهانته لأن الناس جرت العادة أن الشيء المكرم يقال على الرأس والمهان يقال تحت القدم.
- ودماء الجاهلية موضوعة: أي الدماء التي حصلت بين أهل الجاهلية كلها موضوعة لا حكم لها ولا قصاص ولا دية ولا شيء.
- وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث: وقد سبق الحديث عن هذه الجملة في الفقرة السابقة.
- ربا الجاهلية موضوع، وإن أول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله: كل ربا الجاهلية موضوع أبطله النبي صلى الله عليه وسلم وأول ما أبطل من الربا ربا أقاربه ربا عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وكان غنيًا يرابي فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رباه كله.
شاهد أيضًا: من هو أول جبار في الأرض لعنه الله
قضية المرأة في الحديث الشريف
بعد أن ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الأمور الموضوعة من عادات الجاهلية، انتقل للحديث عن قضية المرأة المظلومة في الجاهلية، وفيما يأتي بيان ذلك:[5]
- فاتقوا الله في النساء: في هذه الجملة يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بعدم ظلم النساء وعدم الاعتداء عليهنَّ وعدم التقصير وهضم حقوقهنَّ.
- فإنكم أخذتموهن بأمان الله: وفي هذه الجملة تذكيرٌ للمسلمين بأنَّهم أخذوا النساء بأمانة الله عزَّ وجلَّ فلا يجوز الغدر فيها ولا الخيانة.
- واستحللتم فروجهن بكلمة الله: أي أنَّ الرجل إنَّما استحل فرج زوجته بكلمة الله.
- ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه: وهذا من حقِّ الزوج على زوجته، والمقصود ألَّا يطئ فراش الزوج أو يدخل بيته من يكرهه ولايرضى بدخوله على بيته، ولا بدَّ من التنبيه أنَّ كلمة الفراش هنا ليس المقصود فيها فراش النوم، بل هي كلمة عامة تشمل البيت كلِّه.
- فإن فعلن ذلك فاضربوهنَّ ضربًا غير مبرح: فإن أدخلت إلى بيته من لا يرضى، فليضربها ضربًا غير مبرِّح أي غير شديد ولا جارح لجسدها، بل هو ضرب خفيف يحصل به التأديب وبيان سلطة الرجل عليها.
- لهنَّ عليكم رزقهنَّ وكسوتهنَّ بالمعروف: وفي هذه الجملة أيضًا يبيِّن الله عزَّ وجلَّ حقَّ الزوجة على زوجها، فمن حقها عليه أن يطعمها ويسقيها بما يقوم به البدن، وأن يستر ما ظهر من بدنها بالكسوة والثياب، زكلُّ ذلك بحسب مقدرة الزوج.
شاهد أيضًا: من هو أول وزير في الإسلام
دستور المسلمين في الحديث الشريف
في هذا الحديث أيضًا يبيِّن الله عزَّ وجلَّ للمسلمين الدستور الذي إن تمسكوا به فلن يضلوا، فيقول: وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، في قوله هذا بيانٌ إلى أنَّ القرآن الكريم دستور حياة، وأنَّ من اتبعه وعمل به فلن يضل أبدًا، وقد أُضيف الكتاب إلى الله عزَّ وجلَّ لأنَّه كلامه الذي تكلم به، وسُمي مكتوبًا؛ أنه مكتوب في اللوح المحفوظ وفي الصحف التي بأيدي الملائكة وفي الصحف التي بأيدينا.[6]
شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تشابه منها اختلف
نبذة عن أول من وضع الرسول دمه
هو ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، المكنَّى بأبي أروى، وأمِّه هي غزية بنت قيس بن طريف، ابن عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قُتل على يدِّ بنو ليث بن بكر في حرب كانت بينهم، سنة ثلاث عشرة.[7]
شاهد أيضًا: من هي المرأة التي شاركت في غزوة أحد
لماذا وضع الرسول بعض أعمال الجاهلية
لقد أبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أعمال الجاهلية؛ لأنَّها كانت مبنيةٌ على الرأي والهوى، وكانت قوانينهم موضوعةٌ من عند أنفسهم، والتي كانت تؤدي إلى الظلم والجور، وقد جاء النبيُّ بالشريعة التي حرَّمت الظلم؛ لذلك كان من مقتضى الحكمة أن يثمنع كلُّ ما يؤدي إلى الظلم والجور.
شاهد أيضًا: متى كانت غزوة الخندق
هل وضع الرسول جميع أعمال الجاهلية
لم يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم كلَّ عادات الجاهلية، بل كان هناك عاداتٌ وقيمٌ فضيلة لديهم، وهذه العادات أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وشجَّع عليها، وما يدلُّ على ذلك حديثه عن حلف الفضول الذي وقع في دار ابن جدعان، حيث قال: “لقد شهِدتُ في دار عبدالله بن جُدْعان حِلفًا ما أُحِبُّ أن لي به حُمْر النَّعَم، ولو أُدْعى في الإسلام لأجَبْتُ”.[8]
شاهد أيضًا: تفسير آية وقرن في بيوتكن
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ فيه بيان أول دم وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم، كما تمَّ ذكر نبذةٍ مختصرٍ عنه، وتمَّ أيضًا بيان شرح الحديث المذكور عن النبيِّ والذي يبيِّن فيه عادات العرب التي وضعها، كما تمَّ بيان سبب وضعه لبعض أعمال الجاهلة، وفي الختام تمَّ بيان أنَّ هناك بعضًا من العادات التي كانت في الجاهلية التي أقرَّها النبيّْ.
المراجع
- ^شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، ابن عثيمين، ص55 , https://almaktaba.org/book/21814/52#p1 , 8/6/2021
- ^صحيح الجامع، الألباني، جابر بن عبدالله، 2068، حديث صحيح
- ^شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، ابن عثيمين، ص54 , https://almaktaba.org/book/21814/51#p1 , 8/6/2021
- ^شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، ابن عثيمين، ص55 , https://almaktaba.org/book/21814/52#p1 , 8/6/2021
- ^شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، ابن عثيمين، ص5658 , https://almaktaba.org/book/21814/53#p1 , 8/6/2021
- ^شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، ابن عثيمين، ص5960 , https://almaktaba.org/book/21814/56#p1 , 8/6/2021
- ^islamweb.net , ربيعة بن الحارث , 8/6/2021
- ^alukah.net , موقف الإسلام من قيم الجاهلية , 8/6/2021