جدول المحتويات
اسماء الله الحسنى ومعانيها لابن عثيمين كما شرحها لطلابه بالاستناد إلى أقوال العلماء المعروفين من أهل السنة والجماعة، فأسماء الله تعالى منها ما ورد في القرآن الكريم ومنها ما ورد في السنة النبوية الشريفة، ويستفيد المسلم من معرفة معاني أسمائه تعالى للوصول إلى صفاته والإيمان بها إيماناً جازمًا يورث في النفس عقيدة صحيحة، وسيختص هذا المقال بالحديث عن أسماء لله تعالي كما شرحها ابن عثيمين وغيره من العلماء.
أسماء الله الحسنى
إن لله أسماء لا يعرفها إلا هو وقد وعد الله تعالى محصي تلك الأسماء بالجنة والمغفرة، وقد ذكر العلماء في معنى ذلك الإحصاء أي العمل بمقتضى أسمائه وليس حفظ الأسماء، إذ لو كان المقصود هو الحفظ والترديد لكان الخوارج من أهل الجنة المغفور لهم فهم يحفظون القرآن والأحاديث وأسماء الله تعالى، ولكنهم يحرفونها ولا يعملون بمقتضى معانيها، وقد ذكر في السنة النبوية الشريفة تسعًا وتسعين اسمًا لله تعالى.[1]
شاهد أيضًا: ماعقيدة اهل السنه والجماعه في اسماء الله تعالى وصفاته
اسماء الله الحسنى ومعانيها لابن عثيمين
لقد وقف ابن عثيمين رحمه الله تعالى مع شرح مجموعة من أسماء الله الحسنى، وما يأتي تفصيل ما ذكره ابن عثيمين في رسالته:[2]
- الحي القيوم: ذكر ابن عثيمين أن معنى الحي القيوم أي إن حياة الله تعالى تامة كاملة لا يسبق حياته عدم وليس بعدها عدم، والحي القيوم هو اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ولو سئل به لأعطى.
- العليم: أي الذي يعلم كل شيء فلا يسبق علمه جهل ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماوات عليم بتفاصيل كل شيء مهما دقت وجلت قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.[3]
- القدير: أي إن قدرة الله تعالى تفوق قدرة المخلوقين فهو القادر على كل شيء من خلق السماوات والأرض وما بينهما وتدبير شؤون الناس كافة.
- السميع البصير: وهو سبحانه الذي يسمع كل شيء ويبصر كل أمر لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماوات مهما جل ومهما دق، يسمع دعاء المضطر إذا دعاه ويبصر حاجته ويعلم سره وجهره.
- الرحمن الرحيم: فالرحمة هي الصفة الملازمة لله الكريم يرحم عبده بعد الذنوب فيغفر له حال توبته، يتم نعمه عليه ظاهرة وباطنة فلا رحمة إلا من عنده، لطيف بعباده فيرزق الطير في عشه والنملة في حجرها.
شاهد أيضًا: اسماء الله الحسنى للاطفال بالترتيب وأسهل طريقة لحفظها
شرح أسماء الله الحسنى لابن القيم
لقد ذكر ابن القيم في كتب متفرقة معاني بعض أسماء الله الحسنى، وقد صنفت من قبل أحد المؤلفين في كتاب حيث قال في تضنيف الأسماء ومعانيها:[4]
- الرحمن الرحيم: وهما اسمان من أسماء الله الدالين على الرحمة، فالرحمن صفة له والرحيم صفة لرحمته بعباده، فأرسل الرسل لعباده رحمة بهم وأنزل الكتب كذلك رحمة بهم.
- رب العالمين: أي هو سيد الأولين والآخرين والناس أجمعين، فهو المالك والمنعم والمصلح والمربي، وربوبيته تتضمن تدبيره للأمر كله.
- الملك المالك: أي هو مالك كل شيء مدبر كل أمر يعز من يشاء ويذل من يشاء لا أمر فوق أمره بخفض ويرفع ويعطي ويمنع.
- القدوس: أي المتنزه عن كل نقص المترفع عن كل عيب فهو قدوس في فعله وقدوس في قضائه وقدوس في أمره كله، والكلمة فط أصلها هي التنزيه والتطهير.
- السلام: إن السلام لفظة رافقت أسماء الله الحسنى كلها والسلامة أي السلامة والله أحق بالسلامة من كل نقص عما سواه.
- العزيز: أي عزة الله تعالى ورفعته عن كل عيب وعن كل نقص وعن كل شر، عزيز في فعله وعزيز في قوله بريء من كل ما يجري على العباد من النقصان.
- الجبار: إنّ لاسم الجبار معنيين أولهما الذي يجبر الكسير ويعين الضعيف ويغني الفقير، والجبار هو الذي يقهر جبروت النّاس الظالمين.
- الكبير المتكبر المتعالي: أي إنّ الله تعالى قد تكبر عن كل الأمور السيئة وعن كل نقص وعن كل شر، فتكبّر عن الظلم وتكبّر عن الشر وتكبر عن المساوئ، تعالى عن ذلك جميعه.
- الخالق الخلاق: أي إنّ الله تعالى هو وحده خالق كل شيء ومبدع كل أمر، وكل الموجودات تُشير إلى صانع واحد وخالق عظيم هو الأحد الصمد.
- البارئ: وهو الاسم الذي لا يصح أن يطلق على غير الله تعالى، فهو الذي برأ كل الخليقة وأوجدها بعد أن كانت معدومة غير موجودة أبدًا، أي هو الإيجاد من العدم.
- المصور: أي هو الذي يصور كل شيء، ولمّا توضع اللام والألف في بداية الكلمة الدالة على التعريف فلا يصح إلا أن تكون لله تعالى فهو مصور كل شيء.
- الغفور الودود: أي إنّ الله تعالى غفور لعباده المذنبين لمّا يتوبوا ويعودوا إليه مستغفرين عمّا كان منهم، ومن ثم يودهم فلا يطردهم من رحمته.
شاهد أيضًا: شرح اسماء الله الحسنى بالتفصيل
وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا عن اسماء الله الحسنى ومعانيها لابن عثيمين كما شرحها في غير موضع، وما هو تفسير باقي العلماء لأسماء الله تعالى مثل ابن قيم الجوزية، وما الفائدة من معرفة أسماء الله تعالى والدعاء بها والعمل بمقتضاها في الشريعة الإسلامية.