جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية بعنوان “أثر تمكين الاستثمار في النمو الاقتصادي”، ضمن جلسات ملتقى الميزانية 2023، مؤكدا أن عنصر الاستثمار ومشاركة القطاع الخاص حاضر وبقوة في كل الإستراتيجيات التي أطلقت منذ إطلاق الرؤية، وهي فصل أساسي في كل إستراتيجيات الجهات الحكومية المختلفة، مفيدًا أن قطاع النقل واللوجستية قدرت استثمارات القطاع الخاص فيه بمئات المليارات الريالات في جميع نواحي النقل والخدمات اللوجتسية. وتطرق معاليه إلى الإستراتيجية الوطنية للاستثمار، موضحًا أنها ممكنة ورابطة ومحفزة لكل هذه الأهداف وهي الرابط والشبكة الأفقية التي تربط هذه الإستراتيجيات العامودية التي تعنى بكل قطاع، مفيدًا أن جزءاً كبيراً ومهماً من إستراتيجية وزارة الاستثمار هو الاستماع إلى التحديات التي يواجهها القطاع الخاص سواء داخل المملكة أو خارجها، مشيراً إلى أن القطاع الخاص تجاوز حدود المملكة والخليج والمنطقة العربية، ووصل إلى أرجاء العالم.
وأضاف أن معدل الدين لإجمالي الاقتصادي في العالم يتزايد ويتعدى 100% في كثير من الاقتصاديات الرائدة، في حين ينخفض معدل الدين في المملكة بنسبة 25%، وهو الرقم المثالي والممكن لسياسات طويلة الأجل، مع الاستقرار في التشريعات والسياسات وتمكين الوزارات والجهات الحكومية للقطاع الخاص في المملكة. وأشار معاليه إلى نمو في الإنفاق في الميزانية بنسبة 9%، ووجود فائض، رغم جائحة كورونا وما صاحبها من تحديات والتعافي واضطرار كثير من الدول للاقتراض الشديد للتعامل مع الهزات الاقتصادية، العوامل هذه وغيرها كثير وأهمها الاستقرار السياسي ووضوح الرؤية على المدى المتوسط والبعيد هو ما ينشده المستثمر والقطاع الخاص في كل العالم.
وأوضح أن معدل الإنفاق الرأسمالي في الميزانية زاد من المستهدف من 100 مليار إلى 151 مليار في 2022، والسنة القادمة سيزيد عن ذلك بقليل والمستهدف 160 مليار، وما يتحقق من فوائض في ميزانية 2023 في الاستثمار الرأسمالي ممكن لاستثمارات القطاع الخاص. وذكر المهندس الفالح أن مجموع تكوين رأس المال الثابت ينمو بحوالي 3 أضعاف ليصل إلى تريليونين في عام 2030، مؤكدًا أن الأرقام ضخمة جدا وبإذن الله وبالعزيمة والرؤية وبالتخطيط الإستراتيجي والشراكة مع القطاع الخاص سواء الريادي في المملكة أو العالمي أو الشركات الصغيرة والمتوسطة سنتمكن من تحقيق هذه الاستثمارات التراكمية.
وبين أن الكثير من الاتفاقيات التي أبرمت بعشرات المليارات هي استثمارات بين أقطاب الاقتصاد السعودي، متمثلة في شركات القطاع الخاص السعودي والأجنبي، مشيرًا إلى أن ما حدث خلال القمة الصينية ما هو إلا جزء من سلسلة بدأت للبحث عن الفرص وتطوير الفرص الاستثمارية وهي أحد المحاور الرئيسة التي تجمع كل ما لدى ملاك الفرص من وزارات وهيئات أو شركات، حيث نقوم بتطوير هذه الفرص وبلورتها والقيام ببعض دراسات الجدوى أو ما قبل الجدوى ووضعها على منصات استثمارية مثل “استثمر في السعودية”، وإتاحتها للتشارك بين القطاع الخاص السعودي والأجنبي. وأكد أن المملكة دولة مفتوحة للاستثمار وللشراكات، ونستهدف ونحفز الاستثمارات التي لها أثر اقتصادي عالي جدا، وتأخذنا هذه الشركات النوعية عشرات السنين لنصل إلى ما وصلوا إليه إذا اعتمدنا على قدراتنا الذاتية.