| «مريم» تغلبت على السرطان بموهبتها في الرسم: كنت أحب تقليد أختي

أتت «مريم» إلى الحياة بموهبة بسيطة مكنت أصابعها من الإمساك بأقلام الرصاص لترسم أحلى اللوحات الفنية التي تعبر عن مهارة ناقشها، ولكن قدر لها في فترة ما أن تفقد والدها، وتصاب بعده بمرض خبيث كلفها الكثير من صحتها.

مريم سيد، 20 عاما، واجهت منذ أكثر من 6 سنوات مرض السرطان الذي أتى لها فجأة بأعراض بدأت بألم في ساقها، ثم خاضت رحلة علاج كيميائي، وجراحات في المفصل، استمرت أكثر من عامين، وهي في تلك الأحيان تحاول أن تطور من موهبتها الفنية في الرسم.

بداياتها مع الرسم

بدأت ابنة محافظة أسوان منذ السنوات الأولى من عمرها في تقليد أختها الكبرى عندما ترسم، فكانت لا تراها تخط شيئًا إلا قلدتها فيه: «كنت دايمًا لما أشوف أختي بترسم حاجة بحب أعمل زيها» حسب ما روت لـ«»، ثم بدأت بعد ذلك تشق طريقها بالرسم على الحوائط، والجداريات، وأخذت في تطوير نفسها عن بالمحاكاة: «بقيت لما أشوف أي حاجة مرسومة بحاول أقلدها وأخليها تشبهها بقدر الإمكان».

لاقت في أثناء هذه المرحلة تشجيعًا من أهلها وزملائها، فشجعها ذلك على التطوير من موهبتها أكثر وأكثر: «أهلي وصحابي كانو بيعجبهم رسمي جدًا وبيدعموني، فبقيت أجيب فيديوهات من على النت وأحاول أتعلم أكتر»، وما أن أكملت الـ16 عامًا من عمرها، حتى تفاجأت بأعراض غريبة بدأت تظهر على ساقها: «بدأت أحس بألم في رجلي فروحت لداكترة كتير في أسوان لكن معرفوش حالتي ايه، لغاية ما وصلت للدكتور ناجح وهو اللي اكتشف إن عندي سرطان».

رحلتها مع مرض السرطان

بعد أن اكتشف مرضها أحد الأطباء طلب منها أن تسافر إلى القاهرة لتبدأ في رحلة العلاج من السرطان: «سافرت القاهرة أنا ووالدتي وقعدت أتعالج بالكيماوي هناك حوالي سنتين، وعملت عملية استئصال للروم، وشلت المفصل وركبوا لي مفصل صناعي»، قضت الفتاة هذه المدة بعيدة عن أحلامها وطموحاتها وأهلها وأصدقائها، ولكن قدر الله لها أن يرزقها بمن يحنو عليها في تلك الأثناء ويذكرها بما لديها من فن جمالي.

«لما كنت في القاهرة كان في دار للمغتربين روحته، ولما المديرة بتاعته عرفت إني برسم فتحتلي المعرض ونشرت فيه الرسومات بتاعتي وشجعتني على الرسم عشان أسلي وقتي أثناء العلاج»، ثم مرت السنوات ورجعت إلى بلدها بعد أن شفاها الله من ذلك المرض الخبيث: « حاليًا الحمد لله كويسة، لكن بيكون فيه متابعة بسيطة مع دكتور، وباخد علاج ضغط وقلب، اللي سببهولي الكيماوي».