يديعوت: لا يوجد في الأفق اتفاق سلام مع الفلسطينيين

 يديعوت أحرونوت – بقلم: بن – درور يميني   لا جدال في أن قسماً مهماً من المشاكل التي تواجهها إسرائيل في الساحة الاستراتيجية تنبع من إيران؛ فهي التي تقف خلف “حزب الله”، وهي التي تضعضع الاستقرار في كل دولة تزج فيها أنفها، وهي التي تزرع الدمار والخراب، في لبنان مثلما في اليمن. في سوريا مثلما في العراق. هي التي تفعل الجهاد الإسلامي الفلسطيني الذي تتعاظم قوته في “يهودا والسامرة”، وهي التي تمول أيضاً، جزئياً على الأقل، حماس.

إضافة إلى ذلك، تقف إيران خلف أعمال عديدة في حملة نزع الشرعية عن إسرائيل، بما في ذلك الـ BDS. هكذا مثلاً فإن بول لارودي، الرجل الذي يقف على رأس “حركة التضامن الدولية” مع الفلسطينيين بالطبع، وأحد منظمي الأساطيل إلى غزة، هو الذراع الطويلة للنظام الإيراني.

رغم أن الاقتصاد الإيراني آخذ في الضعف، ورغم الجماهير التي تتظاهر ضد النظام، فإن التهديد على إسرائيل لم يضعف. هي تقترب من النووي، مع أو بدون اتفاق. العقوبات ضدها تضعف بسبب التعاون مع الصين، وفي الأشهر الأخيرة بسبب علاقتها مع روسيا. اليوم يستخدم سلاح يصنع في إيران كي يضرب البنى التحتية في أوكرانيا. واضح أن هذا التهديد يحوم أيضاً فوق رأس إسرائيل.

إسرائيل ليست أوكرانيا؛ فهي تطور جملة من الوسائل كي تتصدى للتهديدات من جهة إيران ووكلائها. ولأجل التصدي للتهديد الإيراني، تحتاج إسرائيل إلى تعاون وثيق مع الولايات المتحدة، لا إلى مناورات إقليمية مشتركة فحسب، بل وأيضاً إلى أنواع معينة من السلاح الذي يرفع مستوى القدرة الإسرائيلية على ضرب إيران.

تجدر الإشارة إلى أنه كلما كان الصراع ضد طهران أكثر نجاحاً، فهذا يعني الهجوم على القدرة النووية، بل وإضعاف إيران ونصب وسائل عسكرية للتصدي لمسألة النووي. كما أن منظمات الإرهاب الفلسطيني و”حزب الله” ستكون أضعف. هكذا بحيث إن إضعاف نظام آية الله كان ولا يزال المصلحة العليا لإسرائيل، والتي لا خلاف سياسياً عليها. السؤال المهم هو: هل هذا ممكن؟

بالفعل، قضيت الأيام الأخيرة في واشنطن، واستمعت جيداً لخبراء في شؤون الشرق الأوسط ولمسؤولين أيضاً، لم يكن هناك أي خلاف على أي شيء، وهو ليس سراً. فكلما دفعت إسرائيل بعملية فلسطينية أكثر، تعزز موقفها في الموضوع الإيراني. لا تفعل الحكومة أي جديد بما لم ينجح إيهود باراك وإيهود أولمرت والحكومة المنصرفة في عمله. لا يوجد في الأفق اتفاق سلام مع الفلسطينيين، لكن الحكومة الوافدة لم تبدأ بالعمل، وإذا بها تحت المجهر في المجال الفلسطيني، وثمة وضع راهن لا يبشر بخير. هو أهون الشرور. حسب هذا الوضع الراهن، ليس هناك ولن يكون هناك ضم، ولن تضاف مستوطنات، ولا تمنح شرعية لبؤر استيطانية سبق لإسرائيل، في كل حال، أن تعهدت بإخلائها – لكنها لا تفي بالتعهد. ثمة معاذير على الدوام. إذا غيرت الحكومة الوافدة الوضع الراهن وشرعنت البؤر الاستيطانية أو الأسوأ من ذلك، أضافت بؤراً أخرى، فسيصبح التوتر مع الولايات المتحدة أزمة.

يدور الحديث أيضاً عن الرأي العام، وكذا عن أجسام يهودية ذات نفوذ، وعن أصدقاء إسرائيل أيضاً. هم معنا، ولكن شريطة ألا ننزل عن الخطوط. وبقدر ما يتعلق هذا بعناصر معينة في الائتلاف، فسيبذلون كل جهد ممكن كي ينزلونا عن الخطوط. عندما تأتي الأزمة، بسبب مطالب أحزاب اليمين المتطرف، هل ستكون إسرائيل قادرة على تقديم مطالب للولايات المتحدة في الموضوع الإيراني؟ هل سيتسجاب لهذه المطالب؟ هل سيستمر التعاون القائم اليوم بدون عراقيل؟ وأساساً – ما هو الأهم، شرعنة بؤر استيطانية و/أو إضافة بؤر استيطانية، أم تعاظم القوة لغرض التصدي لإيران؟

في واشنطن، في أوساط الإدارة وأوساط الخبراء المؤثرين على حد سواء، غير قليل من أصدقاء إسرائيل. والصديق الأكبر هو بايدن، له موقف عاطفي تجاه إسرائيل، وأمامه سنتان أخريان في المنصب. معظم أو كل أصدقاء إسرائيل لا يؤيدون تصفية الدولة اليهودية في صالح دولة ثنائية القومية. هم ضد المزيد من البؤر الاستيطانية. هذا سيئ لإسرائيل، هم يقولون ومحقون في ذلك، وهذه مصيبة للعلاقات مع الإدارة والنخب ومع يهود الولايات المتحدة.

معهد واشنطن للبحوث السياسية في الشرق الأوسط هو أحد أهم المعاهد إن لم يكن أهمها، في العاصمة الأمريكية. رئيس المعهد روبرت ستلوف، سمح لي بأن اقتبس أقوالاً له في ندوة مغلقة: لا يمكنكم أن تشتكوا من قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة طلب فتوى قانونية من محكمة العدل الدولية بشأن السيطرة الإسرائيلية على “المناطق”، وكذا، وقبيل المناقشات، تنفيذ خطوات تدل على تخليد الاحتلال. مثلاً، شرعنة البؤر الاستيطانية. فتوى من محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل ستكون ذات معان هدامة. بنيامين نتنياهو يفهم هذا. يمكن الافتراض بأن وزير الدفاع المرشح يوآف غالنت يفهم هذا هو الآخر. وهذا أسوأ. معظم كارهي إسرائيل، بما في ذلك إيران، يأملون بأن ينتصر سموتريتش. هذا سيضمن المس بإسرائيل. إذا تبقى في قيادة إسرائيل الجديدة سواء عقل، فالأمل في انتصار المصلحة الوطنية، وليس سموتريتش.