كشفت هيئة البث الإسرائيلي العام (“كان 11”)، اليوم الثلاثاء، أنه منذ العام 2017 لم يتم تقديم سوى لائحة اتهام واحدة ضد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين استهدفوا فلسطينيين بالرصاص الحي في الضفة الغربية خلال السنوات الست الماضية، مشيرة إلى أن هذه الفترة شهدت استشهاد 354 فلسطينيا برصاص الاحتلال.
ويأتي ذلك في إطار المزاعم الصادرة عن قيادات في اليمين الإسرائيلي المتطرف من تيار الصهوينية الدينية الذي يشاركون الليكود والحريديين في حكومة بنيامين نتنياهو المقبلة، والذين زعموا خلال الفترة الماضية أن القيادات العسكرية والسياسية لا تقدم الدعم لعناصر جيش الاحتلال من مرتكبي الجرائم ضد الفلسطينيين.
وأوضحت “كان 11” في نشرتها المسائية، أن لائحة الاتهام الوحيدة التي قدمت منذ العام 2017، ضد أحد عناصر جيش الاحتلال حوكم لإطلاقه النار على فلسطينيين خلال نشاط عملياتي للجيش الإسرائيلي، وقعت في عام 2019 عندما أطلق أحد جنود الاحتلال النار على فلسطينيين في منطقة بيت لحم في الضفة الغربية.
وأفادت القناة العامة الإسرائيلية بأنه خلال هذه الفترة استشهد 354 فلسطينيا من جراء إطلاق النار عليه بواسطة أحد عناصر جيش الاحتلال (خلال نشاط عملياتي)، واعتبرت القناة أن “ذلك يتناقض من الحملات التي تسمع بين الحين والآخر والتي توجه اتهامات للجيش بعدم دعم مقاتليه ومطاردتهم عبر النيابة العسكرية”.
يأتي ذلك فيما يسعى وزير “الأمن القومي” الإسرائيلي المقبل، إيتمار بن غفير، لإحداث تغيير في تعليمات إطلاق النار الممنوحة لقوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، بحيث تصبح أكثر تساهلا. ويعتزم بن غفير منح قوات الاحتلال الإذن بإطلاق النار على راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة، والرد عليهم فورا بالذخيرة الحية.
وكانت منظمات حقوقية قد أفادت بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تستخدم إطلاق النار في الضفة الغربية ضمن ظروف خاصة، وإنما “كإجراء روتيني”، حتى دون أن يشكل المستهدفون خطرا على تلك القوات. وقالت منظمة “بتسيلم” إن “إطلاق النيران الفتاكة هو أحد أوجُه سياسة إطلاق النار التي تطبقها قوّات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربيّة، إذ يُستخدَم كإجراء شبه روتيني، لا في ظروف خاصة فقط، كخطر محقّق وداهم على الحياة ولا سبيل لتفاديه بوسائل أخرى”.
كما تؤكد المنظمات الحقوقية أن “إجراءات التحقيق الداخلية في الجيش الإسرائيلي تهدف إلى طمس الحقائق، عوضًا عن كشفها، وتتيح بذلك لقوات الأمن مُواصلة استخدام العُنف الفتّاك ضد الفلسطينيين”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد عدّل من قواعد إطلاق النار، وأتاح لجنوده إطلاق النار على الفلسطينيين ملقي الحجارة والزجاجات الحارقة، حتى بعد الانتهاء من إلقائها، وأثناء انسحاب الشبان من المكان. وصدرت التعليمات الجديدة قبل نحو عام وتم تعميمها في وثيقة مكتوبة على عناصر الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وعلى صلة، قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، أمس، الإثنين، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أعدمت ما يزيد عن 52 طفلاً منذ بداية العام الحالي، منهم أعدموا برصاص جيش الاحتلال وبعضهم جراء اعتداءات نفذها المستوطنون او نتيجة للإهمال الطبي.
وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن عدد الشهداء برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي وصل منذ مطلع العام الجاري إلى نحو 221 شهيدًا بينهم 52 في قطاع غزة و165 في الضفة الغربية، و4 من الداخل الفلسطيني. وتؤكد مصادر رسمية فلسطينية أن العام الجاري يسجل أعلى حصيلة من الشهداء منذ نهاية الانتفاضة الثانية.