وتعذر الحصول حتى الآن على تعليق فوري من المسؤولين الأمنيين بشأن الانفجار الذي وقع في شهرنو، أحد الأحياء التجارية الرئيسية في كابول. ويقع في الحي فندق كابول لونغان، وهو مجمّع متعدد الطوابق يرتاده رجال الأعمال الصينيون الذين يزورون أفغانستان بشكل متزايد منذ عودة طالبان. وقال مصدر في طالبان يتمركز في باكستان، إن عددا غير معروف من المهاجمين دخلوا الفندق. وأضاف “تم إطلاق عملية ضد المهاجمين. إطلاق النار متواصل”.
ويقول شهود عيان أنهم شاهدوا فرقا من عناصر القوات الخاصة التابعة لطالبان تسارع إلى الموقع. ولم تعترف الصين التي تتشارك حدودا وعرة مع أفغانستان تمتد على 76 كيولمترا، رسميا بحكومة طالبان، إلا أنها من الدول القليلة التي حافظت على حضورها الدبلوماسي الكامل في البلاد.
نقطة تجمّع للأويغور
لطالما تخوّفت بكين من إمكانية تحوّل أفغانستان إلى نقطة تجمّع لانفصاليين من أقلية الأويغور في منطقة شينجيانغ الحدودية الحساسة. وتعهّدت طالبان ألا تستخدم أفغانستان قاعدة للأويغور وقدّمت الصين في مقابل ذلك دعما اقتصاديا واستثمرت في إعمار أفغانستان. وتعد المحافظة على الاستقرار بعد عقود من الحرب في أفغانستان من الاعتبارات الرئيسية بالنسبة لبكين في وقت تسعى لتأمين حدودها والاستثمارات في البنى التحتية الاستراتيجية في باكستان المجاورة، حيث الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني.
وتعمل طالبان جاهدة لتصوير أفغانستان على أنها بلد آمن بالنسبة للدبلوماسيين ورجال الأعمال لكن موظفين في السفارة الروسية قتلا في تفجير انتحاري وقع خارج مقر البعثة في سبتمبر، في هجوم تبناه تنظيم الدولة الإسلامية. كذلك، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم استهدف السفارة الباكستانية في كابول هذا الشهر اعتبرته باكستان “محاولة اغتيال” استهدفت السفير.وأصيب حارس أمني في الهجوم. ورغم امتلاكها حقوقا في كبرى المشاريع في أفغانستان، خصوصا منجم “ميس أيناك” للنحاس، لم تتحرك الصين لتحقيق تقدّم في أي من هذه المشاريع. وتعتمد طالبان على الصين لتحويل موقع يضم أحد أكبر مخزونات النحاس في العالم إلى منجم يمكن أن يساعد الدولة التي تعاني من نقص السيولة والخاضعة لعقوبات، على التعافي.