| رحلة «شيرين» من السمنة المفرطة إلى دبلومة في التغذية.. خسرت 40 كيلو جراما

معاناة شديدة عاشتها شيرين محمد، ابنة محافظة الجيزة، بدأت بعد تخرجها من الجامعة وعدم حصولها على وظيفة، ما أدخلها في حالة من الحزن والانطواء والإفراط في تناول الطعام، وبالتالي مع الوقت أصيبت بالسمنة المفرطة التي سببت لها مشاكل وأضرار صحية كثيرة تطلب معها حجزها في المستشفى عدة أيام لتخرج بعدها وتعلن تمردها وثورتها على كل ذلك، وتمكنت خلال 6 أشهر فقط من إحداث تغيير كبير في حياتها، فبعد أن كانت تعاني من السمنة فقدت وزنها وأصبحت حاصلة على دبلومة في التغذية العلاجية وراحت تساعد غيرها من أصحاب الوزن الزائد.

الدخول في حالة نفسية

روت «شيرين»، صاحبة الـ30 عامًا، ابنة حي الهرم بمحافظة الجيزة، خلال حديثها لـ«»، عن تجربتها في فقدان الوزن، موضحة أنها بعد تخرجها من جامعة القاهرة عام 2014 حاملة شهادة البكالوريوس في الإعلام، لم تتمكن من الحصول على وظيفة، ما أدخلها في حالة نفسية سيئة، وراحت بسببها تنطوي على نفسها لا أصدقاء لها سوى السرير والطعام.

«مع الوقت بدأ وزني يزيد بشكل ملحوظ».. قالتها الفتاة الثلاثينية، موضحة أنها على الرغم من الزيادة الشديدة في وزنها وقتها والتي اتضحت من تحذيرات أهلها المتكررة، وعدم تمكنها من ارتداء ملابسها القديمة، إلا أنها لم تفكر في اتخاذ أي خطوة، ولم يدفعها ذلك إلا للاستسلام للرغبة الشديدة في تناول الطعام الذي ربما لم يكن يغادر سريرها نهائيًا في هذا الوقت، حتى بلغت الـ110 كيلو، وساءت حالتها الصحية والنفسية جدًا، وتم حجزها في المستشفى لتبدأ رحلة قاسية جديدة أبطالها الألم والوحدة، ويدعمهما الندم الشديد.

معاناة شديدة داخل المستشفى واتخاذ قرار التغيير

«وأنا محجوزة في المستشفى كنت بفضل أعيط لوحدي وأقول أيه اللي أنا عملته في نفسي ده وأيه اللي وصلني لكده لأني كنت بتعذب جدًا ووصلت أن حرارتي بقت 40 درجة وبيحصل تشنجات ورعشة في جسمي».. ظلت «شيرين» على هذا الحال عدة أيام أرادت لها العناية الإلهية بعدها الخروج من المستشفى، لتبدأ التفكير جديًا في إنقاص وزنها والتخلص من كل تلك الكوابيس المزعجة، فراحت من شدة ما قاسته تتخبط دون هوادة أو تركيز وتتنقل بين طرق مختلفة على أمل التخلص من أكوام الدهون التي ترقد على روحها قبل جسمها، منها تناول أدوية حرق الدهون بكثرة دون استشارة طبيب مختص أو الرغبة في إجراء عملية تكميم معدة وأخيرًا الامتناع عن الأكل، إلا أن كل ذلك باء بالفشل، حتى كادت تستسلم ليأسها قبل أن تقرر التفكير في هدوء ووضع خطة منظمة تمكنها من تحقيق هدفها.

بدأت ابنة محافظة الجيزة رحلتها في فقدان الوزن بالقراءة الكثيرة حول أنظمة «الدايت» وتأثير كل منها على الصحة، إلى جانب معرفة ما يحتاجه الجسم من قيم غذائية، لتتمكن بعدها من قطع الخطوات الفعلية الأولى في رحلة التغيير: «بدأت آكل وجبات كاملة وأدي جسمي كل القيم الغذائية اللي محتاجها، لكن كنت بستبدل الحاجة الضارة بأكل صحي»، وأنها اعتمدت أيضًا على ممارسة رياضة المشي لنصف ساعة يوميًا وممارسة بعض التمرينات الرياضية في منزلها حتى حصدت أولى نتاج جهدها وهي إنقاص 5 كيلو من وزنها في الـ10 أيام الأولى.

الحصول على دبلومة تغذية علاجية

«ده شجعني جدًا وكانت فرحتي وقتها متتوصفش لدرجة إني فضلت أتنطط وسط أهلي من الفرحة»، قالتها «شيرين» بصوت مُنطلق وملامح متوهجة استعادت من خلالها لحظات نصرها، موضحة أن ذلك شدد من إزرها وراحت تستكمل طريقها دون ملل حتى أصبح وزنها بعد 6 أشهر 70 كيلو فقط، بل وراحت تزيد فوق ذلك حصولها على دبلومة تغذية علاجية من جامعة القاهرة، وعدة دورات تدريبية «أون لاين»، حتى جمعت بين الخبرة والمعرفة وراحت تقدم المساعدة لأصحاب الوزن الزائد من حولها.