نشرت صحيفة واشنطن إكزامنير، وهي صحيفة يمينية مقربة من الإنجيليين المسيحيين الناصرين لإسرائيل كتبه كل من جو تروزمان، وهو مساهم في مجلة لونغ وور جورنال الصادرة عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في أعقاب هجمات 11 أيلول 2001) ؛ وإنيا كريفاين، وهي مديرة أولى لبرنامج إسرائيل وشبكة الأمن القومي في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، تحت عنوان “باستهداف حماس، إسرائيل تحاول إعادة إرساء الردع في غزة”، قالا في مستهله إن الجيش الإسرائيلي أرسل في وقت سابق من هذا الشهر طائرات نفاثة إلى قطاع غزة، مستهدفة مواقع عسكرية تابعة لحركة حماس في القطاع الساحلي.
وبحسب المكتوب من قبل الكاتبان المعروفان بمناصرتهما الزائدة لكل ما تفعله سلطات الاحتلال الإسرائيلي “جاءت عملية الجيش الإسرائيلي رداً على إطلاق صواريخ من غزة باتجاه جنوب إسرائيل في وقت سابق من ذلك اليوم –وهو هجوم يعتقد الجيش الإسرائيلي أن حركة الجهاد الإسلامي هي من نفذه. وبمعاقبة حماس، كان الجيش الإسرائيلي يعيد إرساء قواعد الاشتباك السابقة مع الحركة: حيث سيتعين على حماس كبح جماح العناصر الإرهابية الأخرى في غزة وإلا ستدفع الثمن”.
ويدعي الكاتبان “وجاء الهجوم الصاروخي من غزة بعد مقتل ناشطين إرهابيين كبيرين في الضفة الغربية: محمد السعدي، وهو عضو في حركة الجهاد الإسلامي في جنين؛ ونعيم زبيدي من كتائب شهداء الأقصى المرتبطة بحركة فتح. وقُتل السعدي والزبيدي في تبادل لإطلاق النار خلال عملية اعتقال قام بها الجيش الإسرائيلي في الصباح الباكر في جنين خلال هذا الشهر، وذكر الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (شاباك) أن كلا المسلحين كانا مسؤولين عن تنفيذ هجمات إطلاق نار سابقة ضد إسرائيليين”.
وينسب المقال لوسائل إعلام إسرائيلية قولها في وقت لاحق أن السعدي هو “العقل المدبر لاختطاف جثة مواطن إسرائيلي من مستشفى جنين الشهر السابق. وفي أعقاب الاشتباكات في جنين، استعدت إسرائيل لتلقي صواريخ من غزة بعد أن هددت كل من الجهاد الإسلامي وحركة حماس بالرد، ووصل الهجوم المتوقع بعد يومين على شكل صاروخ أُطلق من غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية -ما دفع إسرائيل إلى شن غارات جوية على أصول حماس، بما في ذلك نفق وموقع لإنتاج الصواريخ. وكان هذا الرد متسقاً مع قواعد الاشتباك التي وُضعت في عهد رئيس الوزراء السابق (والقادم المفترض) بنيامين نتانياهو، الذي تبنى سياسة محاسبة حماس على كل أعمال الإرهاب المنطلقة من الضفة الغربي”.
ويقول المقال “ولكن في شهر آب الماضي، في عهد رئيس الوزراء يائير لبيد، قررت إسرائيل الانفصال عن تلك السياسة طويلة الأمد. فخلال الصراع المكثف الذي دام 66 ساعة بين الجيش الإسرائيلي والمسلحين في غزة، اتخذ لبيد القرار الاستراتيجي بتوجيه ضربة قوية للجهاد الإسلامي في غزة دون التعامل مع حماس. وأثناء تلك العملية، أطلق مسلحو غزة أكثر من 1100 صاروخ على إسرائيل، وقضى الجيش الإسرائيلي على القيادة العليا لحركة الجهاد الإسلامي.
ويشير كاتبا المقال إلى أنه “وفي ذلك الوقت، أخبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ران كوخاف الصحافيين بأن الجيش الإسرائيلي قصف حوالي 140 هدف لحركة الجهاد الإسلامي في أنحاء قطاع غزة، مستهدفاً الأصول العسكرية والقيادة العليا للحركة. واتخذ الجيش الإسرائيلي قراره بعدم استهداف حماس أثناء العملية طالما بقيت حماس بعيدة عن القتال. ورغم قدرة حماس على البقاء على الهامش خلال العملية، كان هجوم الجيش الإسرائيلي الأخير على حماس هو المرة الثانية منذ آب التي تعود فيها إسرائيل إلى سياسة استهداف حماس رداً على الهجمات التي يُفترض أن جماعات إرهابية أخرى نفذتها في غزة. فقد استخدم الجيش الإسرائيلي نفس النهج في شهر تشرين الثاني (الماضي) ، عندما أطلق مخربون صواريخ على إسرائي”.
وبحسب المقال “على الرغم من عدم تحمل أي فصيل المسؤولية عن هذا الهجوم، رد الجيش الإسرائيلي باستهداف مخبأ أسلحة لحماس في القطاع”.
ويختتم الكاتبان اللذان يعملان في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” وهي أحد واجهات اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، المقال بالإشارة إلى أنه من خلال استهداف أصول حماس في غزة رداً على إطلاق الصواريخ في شهري تشرين الثاني وكانون الأول من هذا العام، “يوضح الجيش الإسرائيلي للحركة الفلسطينية أن إسرائيل قد عادت لسياسة الردع السابقة، وأن حماس ستدفع ثمن أي إرهاب ينطلق من غزة -سواء كانت لها يد مباشرة في الهجوم أم لا”.-“القدس دوت كوم”