| «متمنعش عيالك منه».. فوائد صحية ونفسية غير متوقعة للعب الأطفال في الطين

ينجذب الأطفال منذ نعومة أظافرهم إلى حب اللعب في الماء الراكد والطين؛ كالبرك المائية والوحل، دون أي اعتبار منهم للأحذية أو الملابس، وعادةً يستقبل هؤلاء الأطفال كثيرًا من التعنيف من آبائهم بسبب اتساخ الملابس، ولكن ما اكتشفته الدراسات الحديثة كان مشجعًا كبيرًا لهؤلاء الأطفال في الاستمرار على هذا الفعل الفطري، خاصةً بعد ظهور ألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي.

وحسب دراسة حديثة، فإن هذا النوع من الألعاب خارج البيت بها بعض المواد المهمة، التي يمكنها تقوية جهاز المناعة وبناء المرونة تجاه مجموعة من الأمراض، بما في ذلك الحساسية والربو وحتى الاكتئاب والقلق، حسب ما ذكر موقع «bbc».

اللعب في الهواء الطلق له فوائد نفسية

وتُظهر هذه النتائج أن اللعب في الهواء الطلق ليس مفيدا فقط بسبب ما تتيحه من فرصة للتجول بحرية، وإنما بعض المواد الطبيعية الموجودة في الخارج؛ مثل التربة والطين، تحتوي أيضًا على مواد مفيدة، لها تأثيرها الإيجابي على صحة الأطفال، وإلى جانب ذلك له العديد من الفوائد النفسية؛ بسبب أن أدمغتنا تحب المناظر الطبيعية، وأنظمتنا الإدراكية تناسبها بشكل أكبر المساحات الخارجية الموجودة في البرية.

ووجدت دراسة أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) كانوا أكثر قدرة على التركيز بعد المشي لمدة 20 دقيقة في الحديقة، مقارنة بالمشي 20 دقيقة في شوارع معتنى بها جيدًا، مثل المناطق الحضرية، وبذلك يبدو أن الوجود بالقرب من العشب والأشجار كان له تأثير مفيد على أذهانهم، ولذا أوصى بعض الخبراء بأخذ جرعات من الطبيعة، كطريقة آمنة لدعم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

ومن فوائد هذه الأنشطة أيضًا أنها تساعد الأطفال على إيجاد طرق للتعامل مع المشاعر التي قد يكون من الصعب استكشافها في بيئات أخرى، أو ما يسمى بـ«العلاج بالرمال»، وهو عبارة عن استخدام التماثيل الرملية والمصغرة للتعبير عن أفكار ومشاعر المرء، وهو شكل مقبول من الأطفال الذين يريدون التعبير عن حالتهم العاطفية.

الطبيعية تمد بالهرمونات التي تساعد على الإبداع

ووفق حديث الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي، لـ«»، فإن جميع ما تحتوي عليه الطبيعة من أشجار وهواء طلق، يمد الشخص بهرمونات معينة تساعده على زيادة الطاقة والإبداع لديه، بجانب التناسق النفسي الذي يتمتع به الشخص الذي يتعرض للطبيعية بشكل كبير: «كل ما كان المكان فيه خضرة أكتر كل ما كان الإنسان متناسق نفسيًا، عشان كده لقينا الشعراء والأدباء، طلعوا من الريف».

وأضاف «مجدي»، أن لعب الأطفال في الطبيعة والطين يحسن الصحة النفسية لديهم على المدى البعيد، ويعكس جمال الطبيعة على سلوكهم، مشيرًا إلى أنه كلما عاد الإنسان إلى الطبيعة الأولى للإنسان البدائي، كلما زادت صحته النفسية: «اللي بيلعب في النجيلة الصناعية غير اللي بيلعب على الطين؛ لأن الأخيرة بتمده بطاقة».