مع مرور نحو 300 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية، اختار الرئيس فلاديمير بوتين يوم أمس (الأربعاء)، للإعلان عن تطوير قدرات بلاده العسكرية بما في ذلك النووية، والانعطاف الإستراتيجي نحو الشرق في مجال الطاقة، باعثا بحسب مراقبين برسائل مشفرة في أكثر من اتجاه.
وظهرت رسائل الغضب الروسي على خلفية إعلان البيت الأبيض حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا خلال زيارة لواشنطن أجراها الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمس، التقى خلالها نظيره الأمريكي جو باين، وخطب أمام الكونغرس، في أول ظهور خارج بلاده منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير الماضي. وأفصح مصدر أمريكي رفيع أن واشنطن أعلنت تقديم حزمة جديدة من المساعدة بقيمة ملياري دولار لأوكرانيا تشمل نظام صواريخ أرضجو باتريوت.
ودفع الإعلان عن المساعدات الأمريكية لكييف، المتحدث باسم الكرملين إلى التحذير من
أنها لن تؤدي سوى إلى «تفاقم» النزاع.
ورد بوتين أيضا على مساعدات واشنطن لكييف بالإعلان أن الأسطول الروسي سيحصل اعتبارا من مطلع يناير القادم على صواريخ جديدة «فرط صوتية» عابرة من طراز «زيركون»، لا مثيل لها في العالم. وأكد أن الفرقاطة أميرال غورشكوف ستدخل الخدمة أيضا في هذا التوقيت. وأضاف أن موسكو ستواصل الحفاظ على الاستعداد القتالي للقوات النووية وتحسينها في مختلف المجالات.
واختار بوتين تدشين استغلال حقل غاز «كوفيكت» الضخم في سيبيريا، ما يسمح بزيادة الصادرات إلى الصين.
وكشف الرئيس الروسي عن اقتراب دخول صواريخ «سارمات» المعروفة بالشيطان العابرة للقارات في خدمة الجيش الروسي. وقال في كلمة أمام قادة الدفاع في موسكو، ويحضرها الآلاف من العسكريين عبر تقنية الفيديو، إنه لا حدود مالية لما ستقدمه الحكومة إلى الجيش. ووعد الرئيس الروسي بمنح قواته المسلحة كل ما يطلبونه لدعم الحملة العسكرية في أوكرانيا. وأضاف أن على روسيا الانتباه لأهمية الطائرات المسيرة في الصراع المستمر منذ 10 أشهر، قائلا: إن قذائف سارمات الروسية الأسرع من الصوت، التي يطلق عليها «الشيطان 2″، ستكون جاهزة للانتشار في المستقبل القريب.
وأكد بوتين مواصلة بلاده تطوير قدراتها العسكرية بما في ذلك النووية، وأشار إلى أن صواريخ»تسيركون«الفرط صوتية تدخل الخدمة بالجيش الروسي أول يناير المقبل.
وشدد على أن الجيش الروسي سيحقق أهدافه رغم الأعمال العدائية ضد روسيا من أغلب دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).
واتهم وزراء خارجية بولندا وفرنسا وألمانيا بأنهم ساعدوا المعارضة في انقلاب 2014 بأوكرانيا. وقال: مازلت أعتبر أوكرانيا دولة شقيقة.
وكما كان متوقعا لم يتأخر الرد الروسي على إعلان المساعدات الأمريكية الجديدة لأوكرانيا، محذرا من خطوة لن تؤدي سوى إلى «تفاقم» النزاع، بحسب ما أعلن الكرملين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف إن «كل هذا يؤدي بالتأكيد إلى تفاقم النزاع ولا يبشر بالخير لأوكرانيا». وأضاف أنه لا يتوقع تغييرا في موقف الرئيس الأوكراني بشأن رفضه التفاوض مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد هذه الزيارة.