يستعد العالم حاليًا لاستقبال احتفالات الكريسماس، وعلى الرغم من ارتباط هذه الاحتفالات بقصة «بابا نويل» وتوزيعه للهدايا، إلا أن الكثير من الناس لا يعرفون من هو «بابا نويل» وسر توزيعه للهدايا في احتفالات الكريسماس، أو ما إذا كانت قصته حقيقية أم خيال.
من هو «بابا نويل»؟
يعتقد الكثير من الناس أن «بابا نويل» شخصية خيالية ترمز للخير والكرم والعطاء، ولذلك دائمًا ما يجرى ربطها بتوزيع الهدايا على الأطفال في احتفالات الكريسماس، إلا أن الحقيقية غير ذلك؛ إذ أن «بابا نويل» شخصية حقيقية في الكنيسة وليست خيالا أو رمزا، ويسمى بالقديس «نيقولاوس»، وكان أسقفًا لمدينة مورا بآسيا الصغرى في القرن الرابع الميلادي، وفقًا لِما أكده القس ثيؤفان شاكر، كاهن كنيسة مار جرجس بالعجوزة، خلال حديثه لـ«».
وروى «ثيؤفان» قصة القديس «نيقولاوس»، الشهير بـ«بابا نويل»، موضحًا أنه وُلد حوالي عام 262 ميلادية بمدينة مورا بآسيا الصغرى من أسرة مسيحية جمعت بين الغنى الوفير والتقوى الشديدة، يسمى والده «أبفانيوس» ووالدته تسمى «تونة»، ورُزقا بهذا الطفل بعد صلوات حارة إلى الله؛ إذ كانا وقتها متقدمين جدًا في السن وليس لهما أطفال، وبعد والدته أطلقا عليه «نيقولاوس» ومعناه «ناصر الشعب».
القديس «نيقولاوس» أسقف مورا بآسيا الصغرى
اكتسب الطفل «نيقولاوس» بر الإيمان وسلامته من والديه واعتاد الصلاة والصوم لأوقات طويلة، كما اعتاد على تقديم الصدقات والمساعدة المالية للمحتاجين في وقت متأخر من الليل كي لا يراه أحد، حتى كشف أحد هؤلاء المحتاجين سره عندما رآه يقدم المساعدة في تخفٍ شديد من أعين الناس، إلا أنه طلب منه عدم الإفصاح عن ذلك، وبعد سنوات توفيَّ والد «نيقولاوس» فباع كل أملاكه وقدم ثمنها للفقراء وقرر وهو في الـ19 من عمره أن يحيا حياة البتولية والتفرغ لعبادة الله بعيدًا عن صخب المدينة، فراح يقصد أحد الأديرة وترهب بها، وبعد سنوات من الرهبنة أختاره الله ليكون أسقفًا لمدينة مورا بآسيا الصغرى.
«من وقت رسامته أسقف كان يهتم بالناس ويعطف عليهم جدًا وربنا أداله مواهب كبيرة منها نعمة عمل المعجزات مثل شفاء المرضى»، بحسب «ثيؤفان»، وأن القديس «نيقولاس» بقي على أمانته وحبه لله والناس حتى وقت نياحته في 17 ديسمبر 342 ميلادية، ودُفن جسده في مدينة مورا، وظل هناك حتى سقطت المدينة في يد الاحتلال، ثم نقل الجسد إلى مدينة باري بإيطاليا عام 1807م.
سر توزيع «بابا نويل» للهدايا ليلًا في احتفالات الكريسماس
وعن سر ارتباط القديس «نيقولاوس» أو كما يُعرف بـ«بابا نويل» بتوزيع الهدايا في احتفالات الكريسماس، أوضح القس ثيؤفان شاكر، كاهن كنيسة مار جرجس بالعجوزة، أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بعيد نياحة القديس «نيقولاوس» في 10 كيهك أي ما يوافق 17 ديسمبر، ولقرب هذا الميعاد من احتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد، ولأن هذا القديس عُرف بكرمه وعطفه على الفقراء وتوزيعه للصدقات ليلًا، فقد ربط الناس بين كل ذلك وراحوا يستعيدون قصته خلال هذه الاحتفالات، ويقلدون توزيعه للهدايا ليلًا على الأطفال، ومنحوه لقب «بابا نويل».