وسط حالة من الانقسام السياسي الخطير يحتفل الشعب الليبي بذكرى الاستقلال الذي يوافق 24 ديسمبر، رغم تزايد العنف والإرهاب وبروز الإحباط وانتشار السلاح وعدم التوافق بين الأطراف السياسية على آلية واضحة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية والعبور بالبلاد إلى بر الأمان.
ويرى الباحث في الشؤون الليبية بمركز دراسات الأهرام بالقاهرة أشرف أبو الهول أن الأزمة السياسية المتعددة، والنزاع بين حكومتين إحداهما شرعية منتخبة من البرلمان بقيادة فتحي باشاغا، والثانية حكومة غير شرعية بقيادة عبد الحميد الدبيبة التي ترفض تسليم السلطة إلا عبر انتخابات كان لها الأثر الكبير على الشعب الليبي، مؤكداً أن ليبيا تعيش أسوأ مراحلها السياسية، وبات خروجها من هذا النفق المظلم شبه مستحيل في ظل حالة الانقسام والتشرذم الشديد الذي يحكم مفاصل البلاد.
وأوضح الباحث لـ«» أن ذكرى الاستقلال تعد من أهم الأعياد الوطنية العزيزة على قلوب كل الليبيين، وتكاد تكون الذكرى الوحيدة التي يتفق عليها الجميع كونها تخلد كفاح وجهاد وتضحيات الأجداد ضد الاستعمار، وهي الذكرى التي كانت تقام لها المناسبات المهمة، إلا أن الأحداث التي تشهدها البلاد ووجود المتاريس الأمنية والسلاح الذي يحكم المدن الليبية المهمة من قبل الأطراف المتصارعة لا يبشر بـ«ذكرى الاستقلال»، فالشعب الليبي رغبته الكبيرة حالياً تتمثل في إنهاء الأزمة والوصول إلى حل نهائي.
وتوقع أبو الهول أن تفرز الأيام القادمة خريطة طريق جديدة، بتشكيل حكومة مصغرة بدلاً من المتنافسين، تهتم بتسيير أمور البلاد والاتفاق على قاعدة دستورية، لإجراء الانتخابات العامة (الرئاسية والتشريعية)، مبيناً أن تحركات الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم عبد الله باتيلي مع المسؤولين في ليبيا تؤكد ذلك، بالتعاون مع جهات إقليمية ودولية، وإذا تكللت تلك التحركات بالنجاح ربما تكون بارقة أمل لإنهاء الخلافات التي مزقت ليبيا على مدار الـ 11 عاما الماضية، وتحريك حالة الجمود السياسي.