في أحد الأزقة الضيقة بمنطقة عابدين، يجلس رجل عجوز في محل صغير ومن حوله مئات الكُرات، يعمل على تصليح بعضها ويعيدها جديدة مرة أخرى، يأتي إليه الناس من جميع المحافظات ووصل صيته للخارج، حتى كرمه أمير إماراتي.
ترك مصطفى محمود 68 سنة، المدرسة في المرحلة الإعدادية، ليعمل مع والده في تصنيع كرة القدم فكان يرى مستقبله فيها وتثير صناعتها اهتمامه، إذ يقسم الجلد إلى مربعات ثم تجميعها وحياكتها بعد تركيب بالون بداخلها، قائلًا لـ«»: «سِبت المدرسة عشان حابب أتواجد مع والدي وأتعلم المهنة في السبعينات».
«مصطفى» ورث المهنة من والده
قرر «مصطفى» أن يكمل مسيرة والده في تصنيع كرة القدم بعد وفاته، كان يستخدم خامة الجلد الطبيعي ولكن مع الوقت، أصبحت مكلفة عليه وتستهلك جهدًا كبيرًا، ومع ذلك تباع بسعر رخيص لا يكلف سوى ثمنها دون أي مكسب، لذا قرر الاتجاه للكرة الصيني الجاهزة وبيعها بسعر أرخص: «كنت بصنع الكورة الجلد وأبيعها بـ7 جنيهات بس مش جايبة تمنها».
«مصطفى» يتجه لتصليح الكُرات
بدأ «مصطفى» يتجه نحو تصليح الكُرات في بداية التسعينات، وتختلف الأسعار من كرة لأخرى، ومجانًا للأطفال وغير القادرين، واستطاع أن يعلم أبنائه الثلاثة إذ أصبح «محمود وأحمد» مهندسين، وحصل «أحمد» على دبلوم كهرباء: «بصلح الكورة بـ20 أو 40 جنيها، والحمد لله علمت ولادي المهنة وابني الكبير نفسه يفتح مصنع كور».
يعمل «مصطفى» في محل صغير بإيجار 100 جنيه في منطقة عابدين بعد انتقاله من الدرب الأحمر، حيث يكثر فيها محلات الملابس والمستلزمات الرياضية، ويبدأ العمل من الساعة 9 صباحًا حتى المساء، وتأخذ الكرة وقت من 5 إلى 10 دقائق في التصليح: «الناس بتجيلي من كل المحافظات عشان يصلحوا الكور عندي».
تكريم «مصطفى» من أمير إماراتي
ذات مرة كان يجلس الرجل الستيني في محله الصغير، وتفاجأ بشخص إماراتي وطبيب مصري يشيدان به، وعبرا عن إعجابهما بعمله إذ رأى عدة مقاطع فيديو له عبر الإنترنت: «لقيتهم بيدوني وشاح ووسام هدية».