ادعى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، خلال مؤتمر يعقده “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب اليوم، الثلاثاء، أن خطة إيران للتموضع في سوريا قد فشلت.
وقال كوخافي إن “هذه الخطة شملت مئات كثيرة من صواريخ أرض – جو، وعشرات آلاف ناشطي ميليشيات وحزب الله ثانٍ في هضبة الجولان (غير المحتلة). وهذه الخطة التي وضعها (قائد “فيلق القدس” السابق في الحرس الثوري الإيراني) قاسم سليماني فشلت، وهي لم تختفِ وما زال أمامنا عمل كثير لتنفيذه، لكن إذا جاء رئيس إيران إلى سورية، سيكتشف أنه يوجد هناك أسلحة وقواعد وقوات إيرانية أقل بكثير”.
وتابع كوخافي أن “هذا كله لم يحدث من تلقاء نفسه، وإنما بسبب المعركة بين حربين التي بدأت في آذار/مارس 2013″، في إشارة إلى الغرارات الإسرائيلية المتكررة في سورية. وأضاف أنه “في حينه كانت تنفذ بين ثلاث وسبع عمليات سنويا، واليوم نحن (ننفذ) عمليات كهذه أو تلك أسبوعيا”.
وبحسب كوخافي، فإن “اتفاقا جديدا في الموضوع النووي لا يظهر في الأفق، وإذا تم التوصل لاتفاق جديد فإنه من الجائز أن نعتبره ليس جيدا بالشكل الكافي”.
واعتبر أن “الاتفاق (النووي) السابق أنشأ واقعا كان ممكنا فيه أن تتمكن إيران من الوصول إلى قدرات نووية متطورة بحلول العام 2030. وبمصطلحات إستراتيجية 2030 هو بعد دقيقة. ولذلك يتعين أن تكون لدى إسرائيل قدرة مستقلة لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، ونحن نسرع الاستعدادات لذلك في السنوات الأخيرة، استخباراتيا ومع وسائل وذخيرة خاصة ضد المنشآت الإيرانية وكذلك من خلال تدريبات ومناورات، وتم تنفيذ اثنين منهما في نصف السنة الأخير”.
ولم يتطرق كوخافي بشكل مباشر إلى هجوم رئيس الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، ضده صباح اليوم، على خلفية المحادثة التي أجراها كوخافي مع رئيس الحكومة المقبل، بنيامين نتنياهو، وعبر فيها عن معارضته لنقل المسؤولية عن تعيين رئيس “الإدارة المدنية” و”منسق أعمال الحكومة في المناطق” المحتلة، وهما ضابطان برتبة عميد ولواء، من رئيس أركان الجيش إلى وزير آخر يتم تعيينه في وزارة الأمن ويتوقع أن يكون سموتريتش نفسه.
وزعم كوخافي أن “أخلاقيات الجيش تقاس في مكان يوجد فيه احتكاك وينبغي اتخاذ قرارات أخلاقية. ونحن نعمل إلى جانب مجموعة سكانية يوجد فيها عدو ويعمل بإدراك بشكل مناقض للقانون الدولي. ولا توجد تجاوزات تقريبا، وعندما تحصل نتعامل معها دون تردد ومن دون تدوير زوايا، مثلما رأيتم في الأسابيع الأخيرة”.
وادعى أنه “توجد مئات المواقع في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) تحدث فيها عشرات آلاف اللقاءات بين جنود ومواطنين إسرائيليين (مستوطنين) وفلسطينيين. وتوجد تجاوزات لكنها في الهوامش فقط. ونفذنا 15 عملية اعتقال كبيرة بالمعدل كل ليلة خلال الشهرين الماضيين، وغالبيتها تتم تحت إطلاق نار، لكن لا يسقط قتلى كل يوم وطبعا ليس مدنيين، وهناك معضلات حقيقية وأكثر شدة”.
وتطرق كوخافي إلى اعتداء جنود الاحتلال على ناشطين يساريين إسرائيليين في مدينة الخليل، مؤخرا، والذين جاؤوا للتضامن مع سكان المدينة المحتلة ضد اعتداءات المستوطنين عليهم. وزعم كوخافي أنه “تعاملنا مع هذه الأحداث دون تردد ومن دون تدوير زوايا. والجنود تصرفوا بصورة أخلاقية يومية ومن خلال معضلات صعبة”. لكن كوخافي امتنع حينها عن التنديد بالجنود المعتدين، وبعد فرض عقوبة السجن على أحد الجنود لعشرة أيام، تم التراجع عن القرار وتخفيف العقوبة إلى 6 أيام سجن، وبعدها عاد الجندي إلى الخدمة في الخليل.