«هجرتك يمكن أنسى هواك، وأودع قلبك القاسي وكان أملي في يوم أنساك، لقيت روحي في عز جفاك بافكر فيك».. بهذه الكلمات الجميلة أسعدت أم كلثوم قلوب الملايين من عشاق الطرب، وعلى الرغم من مرور سنوات على رحيلها إلا أننا ما زلنا نحب ونتذكر ونقول «عظمة يا ست» لأنّها لم تكن سيدة عادية ولا تملك صوتًا عاديًا ولكنها جاءت في زمانها والتف حولها الغني والفقير، المصري والعربي، إذ تحل اليوم الذكرى الـ124 ليوم مولدها.
ذكرى ميلاد كوكب الشرق
ولدت أم كلثوم بقرية طماي الزهايرة محافظة الدقهلية في ليلة القدر عام 1904، حفظت معظم أجزاء القرآن الكريم وهي في سن صغيرة، وبدأت حياتها الفنية في سن التاسعة، فـ جابت مع والدها معظم القرى المصرية تردد الأغاني والتواشيخ الدينية، غنت لأشهر الشعراء في مصر والعالم العربي من شوقي ورامي وإبراهيم ناجي، كما لحن لها كبار الموسيقيين أمثال القصبجي والسنباطي ومحمد عبدالوهاب ومحمد الموجي وبليغ حمدي وسيد مكاوي.
الإذاعي الكبير وجدي الحكيم كان على علاقة وثيقة بـ«أم كلثوم»، وكان الوحيد الذي قام بتسجيل مشوار حياتها في الإذاعة سنة 1973 كشف عنها أسرارًا لم تنشر من قبل، ففي أحد اللقاءات النادرة أجاب عن سؤال لماذا حرصت أم كلثوم على أن يبدأ حفلها الشهري في العاشرة وخمس وعشرين دقيقة مساءً وكان الأوقع أن يبدأ في تمام العاشرة والنصف مادامت ارتبطت بموعد ثابت له؟
ويوضح وجدي الحكيم أنّ أم كلثوم كانت تبدأ وصلتها الغنائية الأولى في التاسعة والنصف بعد مرور ساعة على نشرة الأخبار الرئيسية التي تبدأ الساعة الثامنة والنصف وتستمر لمدة ربع ساعة، ثم تنهي وصلتها الأولى الساعة 11 إلا خمس دقائق بالضبط، وهو موعد إذاعة نشرة الأخبار الأخيرة، لأن كلا من الحفل والنشرة كانا يذاعان على البرنامج العام وعلى الهواء مباشرة.
هاني مهنى يكشف مفاجأة
أما هاني مهنى كشف عن مفاجأة أنّه كان السبب وراء التأخير في المرة التي بدأت فيها أم كلثوم وصلتها الغنائية الأولى الساعة العاشرة و25 دقيقة ويقول: «قبل أغنية ليلة حب بدقائق اكتشفت أن الأورج الشرقي لا يعمل، وانتابني الرعب، وحاولت أنا وعمر خورشيد تصليحة إلى أن اكتشفنا أنّ السلك الواصل بين الأورج والأمبليفاير مقطوع من الداخل، رغم أنّه كان طالع من الكيس جديد».