تزامنًا مع فصل الشتاء في النصف الشمالي، من المقرر أن تصل الكرة الأرضية غدًا الأربعاء 4 يناير إلى أقرب مسافة من الشمس، وهو ما يعرف باسم «الحضيض»، وذلك عند الساعة 07:17 مساءً بتوقيت مكة «04:17 مساءً بتوقيت غرينتش».
المسافة بين الأرض والشمس تتغير كل عام
وبحسب المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإنّ المسافة بيننا وبين الشمس تتغير على مدار عام، نظرًا لأنّ مدار الأرض حول الشمس بيضاوي الشكل وليس دائريًا، وعند نقطة الحضيض، تكون الأرض على مسافة 147,105,052 مليون كيلومتر، وهي مسافة أقرب بحوالي 5 مليون كيلومتر إلى الشمس «المسافة بين مركز الأرض ومركز الشمس»، وذلك مقارنة بما ستكون عليه المسافة بعد حوالي 6 أشهر من الآن عندما تصل إلى الأوج «أبعد مسافة من الشمس» في اليوم الرابع من يوليو على مسافة 152,098,455 كيلومتر من الشمس.
وأضاف «أبو زاهرة»، خلال منشور له على صفحة الجمعية الفلكية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إنّ الحضيض في يناير والأوج في يوليو فرق المسافة ليس كبيرًا بينهما، إلا أنّ هذا الاختلاف في المسافة معناه أن قرص الشمس سيبدو ظاهريًا الآن، وأكبر بشكل طفيف عن شكله المعتاد، بالإضافة إلى أنّه سيكون أكثر إشراقًا بنسبة 7%، وعلى الرغم من ذلك لا يتسبب ذلك في ذوبان الجليد في النصف الشمالي، لأنّ الفصول الأربعة في الأساس تحدث بسبب ميل محور دوران الأرض وليس قربها أو بعدها عن الشمس.
القطب الشمالي يميل بعيدًا عن الشمس في الشتاء
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية، إنّه خلال فصل الشتاء يميل القطب الشمالي بعيدًا عن الشمس، في حين يكون مائلًا باتجاه الشمس خلال فصل الصيف، وعلى الرغم من اقتراب الأرض من الشمس أو بعدها ليس السبب الرئيسي في حدوث الفصول إلا أنّ ذلك يؤثر على طول تلك الفصول، فعند قرب الأرض من الشمس، تتحرك في مدارها بشكل أسرع وتندفع بسرعة 30.3 كيلومتر بالثانية تقريبًا، وهو أسرع مقارنة بسرعتها في أوائل يوليو، وبالتالي فإنّ فصل الشتاء في النصف الشمالي هو أقصر الفصول الأربعة.
وبتاريخ 1 يناير 2023 تظهر صورة كوكب الأرض، التي يُلاحظ خلالها أنّ النصف الشمالي مائل بعيدًا عن الشمس حيث فصل الشتاء الآن، أما النصف الجنوبي مائل باتجاه الشمس حيث فصل الصيف الآن هناك.