تعمل عائلة عميد الأسرى الفلسطينيين، الأسير كريم يونس (66 عامًا)، على وضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات لاستقبال ابنها بعد 40 عاما قضاها في السجون الإسرائيلية، وسط ترقب لتحرره المقرر يوم الخميس المقبل، في حين لم يتم تحديد موعد ومكان تحرر يونس من الأسر، فيما تؤكد العائلة أنها “مستعدة لكل الاحتمالات”.
من جانبه، توجه وزير الداخلية الإسرائيلي، أرييه درعي، للمستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف – ميارا، وطلب منها العمل على “ممارسة سلطته بموجب قانون المواطنة”، لسحب الجنسية الإسرائيلية من الأسيرين كريم وماهر يونس، بحجة إدانتهما بقضايا “إرهابية” ومخالفات تخص “أمن الدولة”.
وكتب درعي في توجهه الرسمي للمستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية أنه “من غير المعقول أن يستمر هؤلاء الأشخاص في حمل الجنسية الإسرائيلية”، مدعيا أن “سحب الجنسية سيبعث برسالة مهمة لأولئك الذين يستخدمون جنسيتهم الإسرائيلية لإلحاق الأذى بدولة إسرائيل ومواطنيها”.
ووقع درعي طلبا رسميا بعث به للمستشارة القضائية للحكومة في هذا الشأن، بحسب ما كشفت القناة 12 الإسرائيلية مساء اليوم، الثلاثاء، وطالبها بـ”مباشرة العمل على سحب الجنسية” من الأسيرين كريم وماهر يونس، “من خلال التوجه إلى محكمة الشؤون الإدارية”.
وقال شقيق الأسير كريم، المحامي نديم يونس، أنه “أتممنا التحضيرات لاستقبال كريم على خير، نحن على أتم استعداد. قمنا بتجهيز منزل لشقيقي كريم ليسكن به وبناء أسرته الخاصة”.
وأوضح أن مراسم الاستقبال ستنظم في بيت العائلة، وذلك في أعقاب رفض بعض أصحاب القاعات تنظيم الحفل في قاعاتهم، خوفا على مصالحهم التجارية، في ظل الضغوطات التي قد يكونوا تعرضوا لها.
وبخصوص موعد ومكان التحرر المرتقب للأسير يونس، أوضح شقيقه أن “الموعد هو يوم الخميس”، لافتا إلى أن “حتى هذه اللحظة” لم يتم تحديد المكان المحدد الذي ستحرر منه الأسير كريم، ولا الموعد المحدد لذلك.
وأوضح أن “تجربتنا مع أسرى آخرين تؤكد أنه سيكون هناك العديد من المحاولات للنيل من سعادة أهالي الأسرى عبر المماطلة والإجراءات الاستفزازية” بما في ذلك التضليل بالمعلومات المتعلقة بهذا الشأن.
وشدد على أنه “في ظل تجربتنا التي راكمناها على مدار الأعوام الـ40 الماضية، سنتحمل المماطلة، وكل هذه المحاولات لن تثنينا عن الفرح والسعادة. نحن مستعدون لكل الاحتمالات”.
وأوضح أن التجهيزات قد اكتملت لتنظيم مراسم الاستقبال في ساحة منزل العائلة في عارة، وقال: “قمنا بنصب خيمة تتسع لقرابة ألف شخص”. وأضاف “نتمنى من الأهالي والزائرين أن يتفهمونا، إذ اننا سنعمل على تقديم كل الواجب للزائرين والضيوف”.
مساعي درعي.. للتنغيص على فرحة العائلة
وعن مساعي درعي بشأن سحب جنسية الأسيرين كريم وماهر، أوضح نديم يونس أنه “كنا نتوقع أن تتم محاولات من قبل المؤسسة وأذرعها في كل ما يتعلق بتحرر كريم، وها هو وزير الداخلية، درعي، يطالب بسحب الجنسية من كريم وماهر، هذا ليس بجديد إذ أن (وزير الأمن والمالية الإسرائيلي السابق، أفيغدور) ليبرمان، صرح سابقًا بمثل هذه التصريحات”.
وأضاف أن “سحب الجنسية بحاجة إلى الكثير من الإجراءات، ولن يتم بهذه السرعة”، وأضاف “أعتقد أن الأمر ليس بهذه السهولة، وأن هذه التهديدات فارغة، لأن سحب الجنسية يفضحهم أكثر مما يفيدهم أمام العالم”، مشيرا إلى أن “هذه محاولات من الحكومة اليمينية القومية الدينية المتطرفة لإثبات وجودها”.
وتابع أن “كل هذه المحاولات للتنغيص على فرحة العائلة بتحرر كريم المرتقب لن تنجح، هي محاولة لمنعنا كعائلة وكشعب من الاحتفال بكريم ولكسر هذه الفرحة، بمختلف المخططات، شقيقي كريم أمضى 40 عاما في السجون، والآن يريدون تنفيذ خطط انتقامية أخرى، وكل ذلك من أجل كسر سعادة وفرحة العائلة”.
وعن أسباب رفض القاعات احتضان حفل استقبال الأسير كريم يونس، قال شقيقه إنه “من الواضح أن أصحاب القاعات تلقوا تهديدات وضغوطات لمنعهم من احتضان حفل الاستقبال”. وأضاف “بالنسبة لأصحاب القاعات هذا حدث من الممكن أن يتسبب لهم بـ‘وجع الرأس‘”.
وتابع “أما بالنسبة لنا هذا حفل تنظمه عائلة لاستقبال ابنها الذي انتظرت عناقه لسنوات طويلة، لذلك لن نقبل أن يكون حفل استقبال كريم بشروط مقيدة، دون فرح وموسيقى وطنية ورفع الأعلام”.
وأوضح أن مراسم الاستقبال ستتواصل يوم الجمعة، وقال “خلال اليوم الثاني – الجمعة – سننظم مهرجانا تتخلله فقرات فنية، وسيكون هناك كلمة للأسير والعائلة، وقبل ذلك من الممكن أن تتحدث الوفود”.
وأضاف “نحن بدورنا ندعو الجميع لمشاركتنا في هذا اليوم، إذ أننا نتلقى العديد من الاتصالات من مختلف أنحاء الوطن. نرحب بكل من باستطاعته أن يصل إلى بيتنا، ومن لا يمكنه أن يصل سيكون لكريم مهرجانات استقبال بحضوره في محافظات الضفة”.
وكان الأسير يونس الذي ولد في قرية عرعرة قد اعتقل في السادس من كانون الثاني/ يناير 1983، خلال فترة دراسته اللقب الأول في جامعة “بن غوريون” في مدينة بئر السبع؛ وأدين بقتل جندي إسرائيلي مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ضمن مجموعة ضمت كلا من الأسير المحرر الراحل سامي يونس، والأسير ماهر يونس، الذي من المفترض أن يتحرر خلال الأسابيع المقبلة.
عرب 48