ما حكاية «أم فتحية» التي بسببها تزوج الشيخ الشعراوي وهو في الابتدائية؟، ولماذا أصر الأب أن يتزوج «الولد» وحدد له مهلة أسبوعًا ليختار عروسه من بنات دقادوس؟ وكيف فشلت محاولات الأم والخال والخالة لإقناع الأب بتأجيل موضوع الزواج، يجيب على هذه التساؤلات الشيخ الشعراوي في لقاء نادر عام 1994، ليلقي بعض الضوء على جوانب خاصة جدًا من حياة إمام الدعاة الذي يُصغي لمواعظه الملايين من المحبين والمريدين.
قصة زواج الشيخ الشعراوي
وفي هذا اللقاء النادر، يبوح الشيخ الشعراوي ببعض أسراره، إذ يقول إنّ قصة زواجه كانت له حكاية خاصة، حيث كان طالبًا بالمعهد الابتدائي الأزهري بالزقازيق في السنة الرابعة: «كنت أسكن مع زميل لي من بلدنا اسمه حسني إمام في غرفة واحدة، وكنا نستأجر هذه الغرفة في بيت سيدة تدعى «أم فتحية» وكانت لديها بنت تلميذة اسمها «صفاء».
وتابع الإمام الراحل: «جاءت أم فتحية وقالت لنا ان ابنتها صفاء عندها (واجب في الحساب ومش عارفة تحله)، وطلبت منا أنا وزميلي أن نساعدها في حل الواجب لأنّها ضعيفة في الحساب، ثم فوجئت بوالدي يدخل علينا الغرفة ونحن نحل الواجب لصفاء، وتَطلع إلينا نحن الثلاثة ثم سألنا عنها (مين دي؟ قولنا دي صفاء بنت أم فتحية صاحبة البيت)، ثم تركنا وانصرف إلى قريتنا دقادوس».
وأضاف الشيخ الشعراوي أنّه سافر وزميله في نهاية الأسبوع إلى بلدهما دقادوس، ليتزودا كعادتهما كل أسبوع بما تيسر من الخبز والجبن، ويعودا في نهاية اليوم التالي، وبمجرد أن دخل البيت؛ نادى والده على أمه وطلب خالته وخاله عبده وقال لهم في حضوره: «أنا بقول لكم الولد ده لازم يتجوز، عايزه يتجوز وبسرعة»، فقال الشعراوي في دهشة «أتجوز؟ وليه يا بابا؟ بلاش الحكاية دي دلوقتي»، لترد الأم: «ليه تفتح عينيه على الموضوع ده أنت ناسي أنه في غربة ولسة صغير»، ليرد والدي: «ماهو عشان كده عايزه يتجوز».
المهر 20 جنيهًا مقدم و15 مؤخر
مهلة قدرها أسبوعًا، منحها الوالد للابن الشعراوي حتى يختار عروسًا من بنات البلد: «قلت له مادام أنا هاتجوز غصب عني يبقى تجوزوني أنتم اللي على كيفكم، واختار لي والدي بنت خاله، وكان اختيارًا طيبًا ولم تتعبني في حياتي وهكذا تزوجت، وأنجبت لي ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد سامي وعبدالرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة».
أما عن المهر الذي دفعه الوالد، يقول «الشعراوي» إنّ المهر كان 20 جنيهًا مقدم والمؤخر 15 جنيهًا، وعللّ الشيخ الشعراوي هذا المهر الغالي، قائلًا إنّ العروس كانت «وحيدة أبويها وكانوا بيسموها الحكومة».