إخلاء العمالة
ورصدت «الوطن» في جولة لها على الطرق والمواقع التي داهمتها مياه السيول، وجود عدد لا يستهان به من المركبات التي داهمتها مياه السيول، هي من فئة «حافلات نقل الركاب»، والتي عادةً ما تقل أشخاصاً لا يقل عددهم عن 20 راكباً، وما إن تداهم مياه الأمطار الحافلات أو تتعرض لخلل فني يثنيها عن الحركة، حتى تبدأ عملية إخلاء العمالة بوسائل وطرق تفتقر لأبجديات عمليات الإخلاء الصحيحة، ربما قادت أحياناً إلى حالات غرق أو تسجيل حالات فقد.
تعليق العمل
الأمر لا يتوقف عند حد الحافلات التي تقل عمالة القطاع الخاص وحسب، بل يتجاوز ذلك إلى حد العمالة التي تنشط في مجال المقاولات و التشييد، والتي تحرص هي الأخرى على العمل أياً كانت الظروف المناخية، سيما وأن هناك شروطا جزائية مفروضة في العقد المبرم بين المقاول ومالك المشروع، وربما كانت بعض الأعمال محفوفه بالكثير من المخاطر، كالعمل في كساء والوجهات والنجارة المسلحة.
وبالرغم من تواتر العديد من القرارات والتعليمات المبلغة للقطاع الخاص، بضرورة أخذ الحيطة والحذر على نحو يضمن سلامة العاملين في القطاع سيما في الأحوال الجوية الاستثنائية، إلا أن العديد من الشركات والمؤسسات لازالت تدفع بعمالتها إلى مواقع العمل، متجاهلةً الأنظمة و التعليمات والتحذيرات الصادرة عن المركز الوطني للأرصاد، وهو ما قد يستدعي وزارة الموارد البشرية و التنمية الاجتماعية، إلى أن تقود مبادرة بحكم سلطتها، في تعليق العمل في القطاع الخاص، بما يحفظ سلامة العاملين من جه، ومن جهة أخرى يضمن استمرار العمل في المجالات التي لا يمكن تعليق العمل فيها.
يذكر أن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية كانت قد طالبات في وقت سابق، من منشآت القطاع الخاص كافة، تحويل العاملين إلى العمل «عن بعد» أو عدم تكليفهم بالحضور إلى مقرات العمل عند وجود تنبيهات عن الحالات المطرية الغزيرة المتوقعة، مؤكدةً على جميع منشآت القطاع الخاص أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر بما يكفل تفادي تعرض العاملين لأي مخاطر خصوصا عند صدور إنذار من الجهة الحكومية المختصة عن الحالات المطرية الشديدة المتوقع غزارتها، ولصاحب العمل تحويل العاملين للعمل عن بعد أو عدم تكليفهم بالحضور لمقرات العمل إذا قدّر أن في ذلك مخاطر على سلامتهم، مع إمكانية تعويض ساعات التأخير أو الغياب في أوقات أخرى بالاتفاق مع العامل.
هيئة النقل العام هي الأخرى، سبق وأن ذكرت في دليلها الاسترشادي بأنه يحق لقائد الحافلة الامتناع عن القيادة في الأحول الجوية التي تشكل خطورة على الركاب.