متنزهون يخلّفون وراءهم ذكريات النفايات !

تتزايد الرحلات البرية بالتزامن مع الأجواء الربيعية التي أعقبت الأمطار التي شهدتها مناطق المملكة، فأصبحت المناطق التي ارتدت ثياب الخضرة وتزينت بألوان الزهور مقصداً للكثير ممن تستهويهم الأماكن. ورصدت «»، في جولة على العديد من المواقع تهاون الكثير من مرتاديها في المحافظة على الغطاء النباتي. ويقول عبدالله فواز: إن الملفت في هذه الأيام توافد الكثير من الأسر على المناطق التي تكتسي الخضرة، ولكن الملاحظ عدم محافظة روّاد هذه المواقع عليها نظيفة، الأمر الذي يحوّلها مع الوقت وتزايد الزوّار إلى أماكن لتجمع النفايات ما يشوه المنظر العام ويتسبب في إحداث تلوث له تأثيره على البيئة والإنسان والحيوانات. وتوافقه الرأي هدى الغامدي، التي أوضحت أن عدداً ممن يخرجون للتنزه في المناطق المفتوحة خارج العمران يضربون بواجبات المحافظة على البيئة عرض الحائط، ما يتسبب في انتشار الحشرات والقوارض. أما سارة العتيبي، فقالت إن تساهل البعض في إلقاء النفايات أو تركها في الأماكن التي يزورونها أمر مخجل، مضيفة أن ترك بعض المواد الصلبة يؤدي إلى تلوث التربة ومن ثم فقدانها خصوبتها كون هذه المواد لا تتحلل، أيضاً تحجب أشعة الشمس عن الحشائش فلا تأخذ كفايتها من الأشعة.

وانتقدت خلود المالكي هذه الظاهرة التي تتنافى مع تعاليم الدين ولا تمثل القيم التي نشأ المجتمع عليها، مشيرة إلى أن هذا السلوك غير الحضاري فيه تعدٍ على الطبيعة وتجنٍ على جمالها، فالأجدر برواد المتنزهات أن يتركوا خلفهم أثراً جميلاً لا نفايات تشوه الجمال وتقتل الطبيعة.

وطالبت رهام عبدالعزيز الجهات المعنية بتكثيف الرقابة على المتنزهات البرية التي تشكلت جرّاء الأمطار ومنع السلوكيات المخالفة مثل رمي النفايات ورعي المواشي، كون ذلك يؤثر بشكل مباشر على الغطاء النباتي، وأن يتم تدعيم هذه المواقع بحاويات للنفايات، مؤكدة أنه يتوجب على روادها حمل نفاياتهم والتخلص منها في الأماكن المخصصة لها، وأن يحرص الجميع على نشر ثقافة المحافظة على المكتسبات وتطبيق المقولة السائدة «دع المكان نظيفاً كما كان»، لتكون منهج حياة وطريقة تعامل في حياتنا.