| فيها حاجة حلوة.. «فتحي» معلم يقدم دروس مجانية للطلاب: بخفف عنهم العبء

دائمًا ما تظهر أصالة الشعب المصري، وحبه للخير وقت الأزمات، فيتسابقون على عمل الخير وتقديم المساعدة لغير القادرين لتخفيف العبء عن كاهلهم، ومثال لذلك ما يفعله الشاب العشريني، فتحي سامي، مُدرس جغرافيا للمرحلة الثانوية بالإسكندرية، حيث يقدم دروسا مجانية للطلاب غير القادرين مع معاملتهم بطريقة تدفع عنهم الحرج أمام زملائهم.

«فتحي»: أنا حاسس بيهم

«أنا من أسرة متوسطة ووالدي صنايعي، وكنت شغال معاه علشان كده حاسس بالناس البسيطة».. قالها «فتحي»، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 2019، ويعمل مُدرسًا للجغرافيا للمرحلة الثانوية، موضحًا أنه بدأ في تقديم دروس خصوصية وهو لا يزال طالبًا في المرحلة الجامعية، وحرص منذ هذا الوقت على تقديم المساعدة لغير القادرين من الطلاب.

يروي ابن محافظة الإسكندرية، وصاحب الـ26 عامًا، لـ«»، أنه مُدرك تمامًا للأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم أجمع خلال الفترة الحالية نتيجة لجائحة فيروس كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، وتأثير ذلك على المواطنين لا سيما محدودي الدخل، وأنه بناءً على هذا الوعي راح يبادر بمد يد العون وتقديم دروس مجانية للطلاب غير القادرين لتخفيف العبء عن كاهل أسرهم.

التواصل مع أسر الطلاب غير القادرين

«ساعات كتير بيكون في طلبة محرجين يقولوا أن ظروفهم صعبة، فبيجولنا زمايلهم يعرَّفونا»، بحسب مُدرس الجغرافيا، مؤكدا أنه يبادر من جانبه بالتواصل مع هؤلاء الطلاب وأسرهم ويطلب منهم الحضور دون حرج، بل ويتواصل مع زملائه من مُعلمي المواد الأخرى يُعلِمهم أمر هؤلاء الطلاب ويتفقوا جميعًا على أن يُقدم كلٌ منهم ما بيده لمساعدتهم، وفقا له: «بنحاول نوفرلهم كل المذكرات اللي بيحتاجوها».

على الرغم من الضائقة المادية التي تمر بها أسر هؤلاء الطلاب، إلا أنهم يتمتعون بقدر هائل من عزة النفس للدرجة التي تدفعم لترجي المُدرسين لأخذ ثمن الدروس والمُذكرات التي يقدمونها لأبنائهم: «في أولياء أمور بيفضلوا يترجوا فينا إننا نزود تمن الحصة أو ناخد فلوس فبنرفض ونقلهم دول زي أخواتنا ومفيش أي فرق بينا»، وفقًا لـ«فتحي»، وأن ذلك لم يؤثر على دخله الشهري، بل على العكس يرى الخير يتسابق عليه من كل ناحية كلما قدم المساعدة لطالب غير مقتدر.