في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم وما يصاحب ذلك من صعوبات في المعيشة، يحاول الكثير من الناس تقديم المساعدات للغير قدر الإمكان، لنرى نماذج خلال الأيام الأخيرة ضربت أحسن الأمثلة في ذلك.
ومن ذلك ما قام به طبيب مصري متخصص في العظام، بإعادة فتح عيادة بالمجان للمحتاجين وغير القادرين، ومن ذلك أيضًا ما قام به محمد رفعت، أحد تجار الدواجن، إلى إطلاق مبادرة لتوفيرها بأسعار رمزية للجميع، وإعطائها بالمجان لغير القادرين.
مبادرة “كشف مجاني لغير القادرين”
عاد الطبيب المصري شريف فكري ثروت، من عمله في إحدى الدول العربية قبل حوالي سنتين، ليقرر بعد ذلك الراحة والتقاعد من العمل بعد سنوات شاقة في ممارسة المهنة المحببة لديه، وكان عند ابنه عيادة في منطقة القطامية لم يستطع الاستمرار فيها، فقرر الأب عدم تركها مغلقة، وأعاد فتحها بالمجان أمام المحتاجين وغير القادرين.
أعلن «فكري» عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، إتاحة عيادته بالمجان أمام المحتاجين منذ اليوم الأول من فتحها، كمساعدة منه في ظل الظروف الحالية، وخصص فترتين صباحية ومسائية؛ لاستيعاب الأعداد الكثيرة التي تأتي إليه، وخصص أيضًا رقما هاتفا؛ لاستقبال المكالمات التليفونية بنفسه؛ حتى يعلم الحالة التي تستحق الكشف أولًا، حسب حديثه لـ«».
لم يحدد الطبيب ثمن الكشف أساسًا طوال فترة عمله الماضية، فكان يترك ذلك حسب استطاعة المريض، دون ضغط منه أو زيادة عبء عليه، وسبق له أن دشن مبادرة في نطاق المعارف والأصدقاء، بأن يذهب لمنزل الأشخاص غير القادرين على دفع ثمن الكشف بالعيادات، ويفحصهم بالمجان: «كان يهمني أوصل للناس البسيطة، واللي متعرفش حاجة، وده حصل بالفعل».
دجاج بأسعار رخيصة وبالمجان لغير القادرين
فكر محمد في إطلاق مبادرة لمساعدة المحتاجين بسبب ما رآه من قدراتهم المالية التي لا تسعفهم للحصول على الدواجن، إذ يروي في حديثه لـ «» قائلًا: «شغال في المهنة دي بقالي 10 سنين، وببيع الفرخة بسعر يتراوح بين 25 جنيه لـ 70 جنيه على حسب وزنها، كيلو الكبد والقوانص بـ 35 جنيه، والبانيه بـ 60 جنيه».
يبدأ الرجل الأربعيني عمله في الواحدة صباحًا من كل يوم، فيجهز الدواجن ويقوم بذبحها، حتى تكون جاهزة أمام الزبائن في تمام الساعة الـ9 صباحًا، وسط إقبال كبير عليه من مختلف المناطق: «الناس بتيجيلي من الفجر علشان تاخد الفراخ، وبحاول أمشيهم بنظام علشان الكل ياخد، وأحيانا بستخدم ورقة وقلم علشان أقدر أتعامل مع الزبائن والكل يروح مبسوط»، يبتغي «محمد» من هذا العمل رضوان الله وثوابه: «بعمل كل ده لوجه الله، وربنا يقدرني على فعل الخير، ربنا كريم وهو اللي بيرزقنا كلنا».