يعمل الجانب الإيراني على نصب بطاريات دفاع جوي في الأراضي سورية، بحسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، وذلك في ظل تكثيف الغارات الإسرائيلية التي تستهدف منشآت وأهداف عسكرية مرتبطة بإيران في سورية.
وأشار المرصد، نقلا عن مصادر وصفها بالـ”موثوقة” إلى أن بطاريات الدفاع الجوي إيرانية الصنع سيتم نشرها في ثلاثة مواقع على الأقل، بما في ذلك جنوب سورية وجنوب غرب العاصمة دمشق، وقرب مطار دمشق الدولي.
ولم يذكر المرصد إذا ما كانت بطاريات الدفاع الجوي قد وصلت من إيران إلى سورية بالفعل أو أنها ستصل خلال الأيام المقبلة.
وأضاف أن ذلك يأتي في ظل “الاستهدافات الجوية الإسرائيلية المتكررة لمواقع تابعة للميليشيات الإيرانية في دمشق وريفها، وسط عجز دفاعات النظام الجوية عن التصدي لأي منها، وتكبيد إيران خسائر مادية وبشرية فادحة”.
وفي الثاني من كانون الثاني/ يناير الجاري، أعلن النظام السوري أن إسرائيل استهدفت مطار دمشق الدولي بضربة صاروخية مما تسبب في “خروجه عن الخدمة” مؤقتا؛ في أحدث هجوم في سلسلة الهجمات التي تستهدف مواقع مرتبطة بإيران في سورية.
وقال جيش النظام السوري إن صواريخ أصابت أيضا أهدافا في جنوب دمشق، مما أدى إلى مقتل اثنين من عناصره ووقوع بعض الخسائر المادية؛ وأوضح أن “العدو الإسرائيلي نفذ عدوانا جويا برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال شرق بحيرة طبرية مستهدفا مطار دمشق الدولي ومحيطه”.
وأفادت وكالة “رويترز” نقلا عن مصدرين من أجهزة استخباراتية في المنطقة، بأن الضربات استهدفت موقعا تابعا لفيلق القدس الإيراني والفصائل الداعمة له بالقرب من المطار. في حين لم يصدر أي تعليق من جيش الاحتلال الإسرائيلي حول هذا الهجوم.
وفي العام الماضي، كثفت إسرائيل ضرباتها العدوانية على مطار دمشق الدولي ومطارات مدنية أخرى، بادعاء عرقلة استخدام طهران لخطوط الإمداد الجوية لإيصال الأسلحة إلى حلفائها في سورية ولبنان ومنهم “حزب الله”.
وكانت سلطات النظام السوري، قد علّقت الرحلات الجوية من المطار وإليه في حزيران/ يونيو، لما يقرب من أسبوعين بعد أن ألحقت الضربات الإسرائيلية أضرارا جسيمة بالبنية التحتية بما شمل مدرجا وإحدى الصالات.
كما استهدفت إسرائيل بضربة صاروخية، مطار دمشق الدولي، مرة أخرى، في أيلول/ سبتمبر الماضي، في هجوم استهدف كذلك ثاني أكبر مطار مدني في البلاد في مدينة حلب شمالي سورية، مما أخرجه من الخدمة لعدة أيام.
وتقول مصادر استخباراتية غربية وإقليمية إن طهران تستخدم وسيلة النقل الجوي المدني بصفتها وسيلة يعتمد أكثر عليها لنقل العتاد العسكري لقواتها والمقاتلين الذين تدعمهم في سورية، بعد أن عرقلت إسرائيل خطوط إمداد برية.
وتقول إسرائيل إن حملتها في سوريا بدأت قبل نحو عقد في 30 كانون الثاني/ يناير 2013 بضربة استهدفت بطاريات دفاع جوي من طراز إس.إيه-17 زودت بها روسيا النظام في سورية وادعت أن النظام السوري كان يعتزم تسليمها لـ”حزب الله”.
وفي ذلك العام، وقعت أربع ضربات أخرى على ذات الشاكلة، غير أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، أفيف كوخافي، قال الشهر الماضي إن الوتيرة تصاعدت حاليا لنحو ضربة أسبوعيا تقريبا.
وقال كوخافي الشهر الماضي إن إسرائيل هي المسؤولة عن ضربة جوية استهدفت قافلة دخلت سورية من العراق، وقال إن الهدف وقتها كان شاحنة تحمل أسلحة إيرانية.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن إسرائيل استهدفت خلال العام الماضي، 2022، الأراضي السورية في 32 مناسبة، سواء عبر ضربات صاروخية أو جوية، أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 91 هدفًا ما بين مبانٍ ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات، وتسببت تلك الضربات بمقتل 89 من العسكريين بالإضافة لإصابة 121 آخرين منهم بجراح متفاوتة.