ثلاثية النفق المظلم ،،، محمد سالم

ثلاثية النفق المظلم ،،، محمد سالم

2023 Jan,21

خط أحمر..
– قال: الويل لشعب يريد ان يظل جمهوراً، لا ان يصبح شعباً؟! قلت : الفقر ، أخطر السجانين .. احنا اتبهدلنا بجودة عالية. فقال: الناس لم تعد تأكل الأونطة..انظر إلى مواقع التناحر الاجتماعي وغيرها على هذه الوصلة! إن الخطاب سرعان ما تحول من خطاب صمت إلى خطاب علني، والحال أن ممارسات السيطرة والاستغلال عادة ما تؤدى إلى توليد خطاب الكراهية ضد الانقسام والظلم، والاستبداد، التى تنتجها ممارسة غاشمة بشكل روتيني.

– الطرق حزينة والنكبة معلقة على بواباتها،  إن النقد العام مباح طالما لا ينتهك الحقوق الشخصية ولا ينزلق إلى الحياة العائلية، أما النقد في الشأن العام فلا حدود له عندي إلا تحري الحقيقة والمصلحة العامة؛ في الغرب توجد قوانين و محاكمات ومعارضة حقيقية للمسؤولين و للرؤساء، ونشر السلبيات وعزلهم من أماكنهم، وإنهم محددون براتب معين ومزايا معينة ويتم محاسبتهم على ذلك. يجب نعلن بكل صراحة أمام أصحاب السلطة – سلطتين- لتختفي كل سبل التمويه ليحل محلها الوضوح والتحدي العلني من أجل  مواجهة أكثر اللحظات خطورة في قضية شعبنا ولفهم أليات عمل هؤلاء.

– الآصل مسألة تتعلق بالاستغلال والاستحواذ  الحزبي لضمان المصالح، فلا يوجد مخطط يمنح القوة لذلك النوع من الموالسة الذين يعرفون جيدا أن فرص نجاحهم وصعودهم في أزمنة السوء أفضل كثيرا من أزمنة الاستقامة؛ فهناك من لا تقلقهم الحروب والأزمات والانقسامات وخسائر الشعب، والغريب يأتي مسؤل لا يتملك من مقومات القيادة سوى إنه يجلس على انفاس الناس. فهو يفتقد إلى الخبرة وإلى الحنكة السياسية وإلى لغة الحوار والتخاطب ولا يملك حل للمشاكل السياسية والاقتصادية.. هو يعتمد فقط على الحزب، و الكلام ويعتقد إن الشعوب والقضايا الكبرى تنهض بالكلام فقط وليس بالوحدة الحقيقية،و بالعمل والاجتهاد.

– قلت: أن لكل فعل رد فعل وأن المعطيات لابد لها من نتائج فمن ينظر إلى حال الناس ويشاهد مظاهر الناس وحياتهم في ظل استمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، والحصار النازي وبرنامج حكومة الكيان الصهيوني الدموية الفاشية، وعصابات الكيان والأشباح قد حضرة؛ ومدى الحاجة الى العمل. والضغط النفسي  لعدم توفر المال الذي يلبى الاحتياجات الاساسية والمعيشة؛ سوف يعلم أن المواطن لم يعد لديه صبراً على المزيد من  السفه والاسفاف، فهو قد تحمل الحروب والعدوان الصهيوني المتواصل والحصار النازي والمحرقة الصهيونية. وتجارب الاسلحة الفتاكة الاجرامية، والانقسام و البطالة، و البطش والظلم والقهر و فرض الجبايات والضرائب الغير شرعية، من قبل سلطات منقسمة. وسياسات فاشلة، وقد فاض به الكيل و أعتقد أن البركان على وشك الانفجار.

 

– فقال: حالات فقدان الحقوق والخضوع الحزبي المتحجر، صريحة ومباشرة ..إن أسوأ ما يعيشه الإنسان أن يعيش تحت ولاية سلطات غير شرعية.. ظالمة مستبدة، وفوق ذلك الحصار النازي واستمرار عمليات القتل والإبادة الوحشية وسرقة الارض وتدنيس المقدسات؛ وحزب لا يقبل إلا نفسه ولا يريد أي شخص يعارضه، فتختفى المعارضة وتختفي الآراء، ويبقى رأيه فقط، ورأى من يوالون له ويؤيدونه فهو عدو للرأي الأخر وعدو للحرية، وعبد للسطلة والحكم والمال والجاه والسلطان والكلمات الوعود  والمؤتمرات، وكل شيئاً متاح ومباح في سبيل الحفاظ على الوضع الحالي؛ ويساعدهم في هذا التفكير مجموعة من الفاسدين والمنتفعين بوجود هؤلاء فتنتشر الرشاوى والسرقة والاستبداد والجبايات والاتاوات.

– قلت له : كل ظالم يقنع شعبه بذلك والعجيب إنه يوجد الكثير يُصدقون تلك المسرحية الهزيلة ولكن في الواقع إن المكيدة، ومن يقوم بها من موالسة هذا الانقسام الاسود الظالم ضد شعبهم المظلوم الشهيد والجريح والأسير. والمسكين الذي ذاق كافة اشكال القتل والإبادة والحصار و الجوع والفقر والمرض؛ إن كلا منهما يمثل تنظيما مؤسساتيا للاستيلاء على – شبه- سلطة بعد اللعب بقضية شعب وأمة من قبل الحزب الوحد؟! والاستيلاء على المال العام و العمل العام والخاص واحتكار الوظائف والخدمات لصالح هذا الفصيل او الحزب، لأبنائه دون غيرهم – أبناءهم هم الأولى لتقلد المناصب- وسلب فرص العمل الضئيلة من الشعب المحكوم ب سلطتين وحصار واحتلال صهيوني.! والأكثر فقرا وبطالة ولأشد تبيعة اقتصادية والأكثر جبايات وضرائب و إتاوات.!!
– ومن حيث الشكل ليست للمحكومين بهذا المثلث الشيطاني، وبهذه الأشكال من السيطرة أي حقوق مدنية أو دستورية أو سياسية، وفرصتهم ومكانتهم محدودة للغاية. وفقدان الاتصال بين هؤلاء وبين الشعب، ورواية الاستعلاء والاستغلال، هي أشكال من الحكم الشخصي او الحزبي؛ والذي يعيش أزمة ثقة بين مكوناته. فالكارثة الحالية  تؤمن مجالا واسعا لتصرف هؤلاء بصورة اعتباطية متقلبة وفقا للأهواء الحزبية والنزوات الشخصية.

– فمن ميزات مخطط الانقسام، أو نقول إن من أكبر قدراته هي التلاعب بكل شيء لعدم تغيير ما لا يريد البعض، ولا أعتقد أن موالسة الانقسام لا تستطيع التخلي عن توغلها الكبير بالاقتصاد، فالموضوع ليس فقط متعلقا بالسياسات العامة و بالثروة، ولكن هو جزء من السيطرة الشاملة التي يطبقها الموالسة. بلا وقف تغولهم على الشعب والقضية،أن حصة إمبراطورية الانقسام  في الاقتصاد واسعة، وتتمثل في الضرائب على السلع كالحديد والأسمنت ومواد البناء والمحاجر الرمال، والسلع الاستهلاكية المعمرة والملابس، والمواد، والأغذية والمشروبات والتبغ، والسيارات وقطع الغيار، والبترول، والبيع بالتجزئة، والإعلام وأشباه الموصّلات والمعدّات الطبية،و أنظمة المعلومات الذكية، والمعدّات الصلبة والتجهيزات التكنولوجية.. إلى اخره؟!

– فأين الميزانية العامة والإبلاغ المالي؟! وهل تركيز املاك الحكومة وممتلكات الشعب من الاراضى  والسلع الرأسمالية مالية والضرائب  وغيرها بكيان واحد، وإخضاعها للمؤسسات الحكومية المعيارية المتعلقة بالمشتريات العامة؟ والكشف عن الإيرادات. و الإفصاح عن ميزانياتها وطرق صرف أموالها؟

فغياب الشفافية عن أعمالهم، جاء لافتا بدون تقديم حسابات مالية بشكل دوري، وتقديم معلومات عن أي من أنشطتهم المالية؟! بعيد عن اقتصاد الخراب، والضرائب المتوحشة أو الإتاوات الاجرامية ، والكشف عن أعمالهم وأرباحهم وضمها للموازنة العامة لسلطة شرعية رشيدة موحدة؟!.

– كل القرارات دليل تخبط وعشوائية، قلة حيلة انعدام كفاءة.. بؤس كامل تجسد في صورة رجال بلا ذرة واحدة من العقل، وغارقين في ارتباك لا مثيل له لكنه شديد الكلفة لنا.  أن التعامل المعمول به ضمن سياسة الخرس، يحدث شرخا في سطح الصمت الهش او التوافق ذى المظهر الهادئ، و يمتلئ في الحقيقة بقوة تماثل قوة الإعلان الرمزي للثورة الداخلية لمجابهة الاستبداد والظلم والانقسام والفساد .. البركان على وشك الانفجار.