| كيف مرت آخر دقائق في حياة نجيب الريحاني؟.. رثى نفسه ومات بطريقة مأساوية

فنان مغامر استحق عن جدارة لقب أمير الصعاليك، عاش على المقاهي والأرصفة، ونام في الشوارع والطرقات، جاع وتشرد، اغتنى وأفلس، مثل في الملاهي وفي أرقى المسارح، ظن نجيب الريحاني، أنّه ممثل تراجيدي فضحك منه الناس، ظن أنّه قد يصلح للوظيفة فطارده الفن، أضحك المصريين وأبكاهم، فهمهم أحيانًا وأحيانًا لم يفهمهم، واكبهم أحيانًا وتخلف عنهم بعض الأحيان.

أيام نجيب الريحاني الأخيرة

رصيدًا فنيًا هائلًا، قدّمه نجيب الريحاني، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، حيث ولد في 21 يناير 1889، للسينما والمسرح، كان آخرها فيلم «غزل البنات» أمام ليلى مراد، ويوسف وهبي، وإخراج أنور وجدي، والذي رحل قبل أن يستكمل مشاهده، في يوم 8 يونيو عام 1949.

أصيب الفنان الراحل بمرض التيفويد الذي أثر على صحة رئتيه وقلبه، فبعد آخر مشهد من «غزل البنات»، اشتدت الآلام عليه، فكان يعاني من ويلات المرض، وشعر بدنّو أجله، وأنّ النهاية قد اقتربت، ليرثي نفسه بكلمات مؤثرة، ويتوفى بعدها بـ15 يومًا فقط، ليودع الدنيا ويترك الفن عشقه الأول والأخير.

وبحسب لقاء صحفي نادر لصديقه المقرب أنور عبد الله، فقد مرت الدقائق الأخيرة على الفنان الراحل طويلة ومؤلمة، إذ اضطرب جسد الريحانى في فراشه، واعتصره الألم، وفي ثوانِ قليلة طفح الدم من فمه، فأغرق الفراش، ومات، متأثرًا بإصابته بمرض التيفويد.

الريحاني يرثي نفسه

قبل أيام من وفاته نعى نجيب الريحاني نفسه، قائلًا: «مات نجيب.. مات الرجل الذي اشتكى منه طوب الأرض وطوب السماء، إذا كان للسماء طوب.. مات نجيب الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.. مات الرجل الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق، ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح.. مات الريحاني في 60 ألف سلامة».