جدول المحتويات
فرق بين جمع القران وكتابة القران الكريم، فقد تكفّل الله تعالى بحفظ القرآن على مرّ الأيام والأزمان، فهو محفوظ بحفظ الله تعالى له، وفي مقالنا التالي سوف نتعرّف على الفرق بين جمع القرآن الكريم وكتابته.
حفظ الله تعالى للقرآن الكريم
لقد تكفّل الله تعالى بحفظ كتابه بنفسه فقال تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[1]، فالله تعالى قد حفظ قرءانه من أن يُزاد فيه باطل ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه، وقد حفظ الله تعالى القرآن الكريم بعد إنزاله وعند إنزاله، فحفظه له عند إنزاله من استراق كل شيطان رجيم، وأما حفظه له بعد إنزاله: بأن أودعه في قلب رسوله، واستودعه في قلب أمته، وحفظ ألفاظه من التغيير أو الزيادة والنقصان فيها، فلا يُحرّف محرف معنى من معانيه إلا وقيّض الله تعالى له من يبيّن الحق، ومن حفظ الله تعالى للقرآن أنه حفظ أهله من أعدائهم، ولا يسلّط عليهم عدوًا يجتاحهم، وقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم مفرقًا حتى يتدبروا ويتفكروا في معانيه وعلومه.[2]
شاهد أيضًا: الايمان باسماء الله وصفاته كما جاءت في القران الكريم
فرق بين جمع القران وكتابة القران
فرق بين جمع القران وكتابة القران، كانت الكتابة قليلة جدًا عند العرب، فكانوا يحفظون القرآن في صدورهم وقليل منهم كان يكتب بعض آيات القرآن وسوره على الورق والجلود والرقاق وغيره من المواد، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الأمر العرب عن كتابة كلامه مؤقتًا، حتى يجدوا همم الصحابة على حفظ القرآن وتلاوته وكتابته، ولا يختلط كلام النبي بالقرآن الكريم، فيبقى القرآن محفوظًا بقدرة الله تعالى من الزيادة والنقصان والتحريف، وقد وكّل النبي صلى الله عليه وسلم عددًا من الصحابة والعلماء الأمناء حتى يكتبوا الوحي، وهم الذين عرفوا بتراجمهم في كتابة الوحي كالخلفاء الأربعة، وعبدالله بن عمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وزيد بن ثابت وغيرهم من الصحابة.
بقي القرآن الكريم محفوظًا في الصدور، ومكتوبًا على الجلود إلى زمن الخليفة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، وبعد حروب الرّدة قُتل الكثير من الصحابة من حفظة القرآن الكريم، فخشي أبو بكر الصدّيق أن يضيع القرآن ويُنسى من صدور الصحابة، قاستشار الصحابة لجمع القرآن الكريم في كتاب واحد، وأوكل المهمة إلى الصحابي زيد بن ثابت، فتتبع زيد بن ثابت القرآن الكريم، وجمعه من العسب وهو جريد النخل واللخاف وهي الحجار الرقيقة وصدور الرّجال، وقد كان زيد بن ثابت يحفظ القرآن الكريم، ولكن كان منهجّه في التثبّت من أنه لا يقبل أن يكتب آية حتى يُشهد على ذلك اثنين من الصحابة أنهما سمعاها من النبي صلى الله عليه وسلم، واستمر هذا المصحف بيد الخلفاء الراشدين إلى زمن الخليفة عثمان بن عفان، وقد كان الصحابة والتابعين يقرأون القرآن كل حسب ما سمعه، وكل واحد يقرأ بحرف، فخشي بعض الصحابة من الفتنة بسبب قراءة القرآن الكريم بألسن وقراءات مختلفة، فرأى الصحابة أنه من الواجب جمع الناس على حرف واحد وهو لغة قريش التي نزل بها، منعًا للفتنة والخلاف بين المسلمين، فتم جمع القرآن على حرف واحد في زمن عثمان بن عفان.[3]
شاهد أيضًا: من اداب القران الكريم
الأسباب التي أدت إلى جمع القرآن في مصحف واحد
السبب الرئيس الذي دعى عثمان بن عفان إلى جمع القرآن الكريم في مصحف واحد، هو القضاء على ما وقع بين الناس من اختلاف في قراءة القرآن الكريم، بسبب اختلاف اللغات، قال السيوطي في مجمع اللغات: “أول مَن جمع القرآن الكريم وسمّاه مصحفًا هو أبو بكر الصدّيق، وأول من جمع اللغات في القرآن الشريف على لغة واحدة وهي لغة قريش هو عثمان بن عفان”، فقد اجتمع القرّاء من كافة البلاد مثل أذربيجان والعراق والشام وأرمينيا في زمن عثمان بن عفان، واختلفوا لدرجة أنه كاد أن يكون بينهم فتنة، وسبب هذه الفتنة حفظ كل منهم لمصاحف انتشرت في الأرجاء كُتبت عن الصحابة مثل مصحف عائشة، ومصحف أُبي بن كعب، ومصحف ابن مسعود، فحرق عثمان بن عفان 12 نسخة من القرآن الكريم، وأبقى على نسخة واحدة منعًا للخلاف والفتنة بين الصحابة والتابعين، وقد فعل بحضور الصحابة ووجودهم ولم يُنكر أحد منهم عليه ذلك.[4]
شاهد أيضًا: الفائدة من ضرب الامثال في القران الكريم
في نهاية مقالنا تعرفنا على فرق بين جمع القران وكتابة القران، فقد تكفّل الله تعالى بحفظ كتابه بنفسه فقال تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[1]، فالله تعالى قد حفظ قرءانه من أن يُزاد فيه باطل ليس منه.