جدول المحتويات
عدد مراتب الدين أربع مراتب هل هذا صحيح أم خطأ حيث تتعدد مراتب الدين الإسلامي تبعًا لقلب المسلم وإيمانه بدينه وتمسكه به، ومسمى مراتب الدين هو مسمى يطلق على درجة تحلي الفرد بالتدين أو تقيده بالتعاليم الدينية، ونبين مراتب الدين تفصيليًا في السطور التالية.
عدد مراتب الدين أربع مراتب
عبارة عدد مراتب الدين أربع مراتب عبارة خاطئة فمراتب الدين ثلاثة مراتب فقط، ويعد الإحسان هو أعلى مراتب الدين نظرًا لأنه يجمع بين طياته الإسلام والإيمان معًا، فالمرتبة الأولى من مراتب الدين هي الإسلام وهو ظاهر أعمال الشخص وما ظهر على جوارحه للناس من أقوال وأفعال، والمرتبة الثانية من مراتب الدين هي الإيمان وهو ما وقر في قلب المرء من تصديق ونية، وثالث مراتب الدين هو الإحسان وهو الإخلاص في العمل وإتقانه على أحسن ما يجب أن يكون.
الإسلام
يعد الإسلام أولى مراتب الدين وهو لغًة الإذعان والاستسلام واصلاحًا توحيد الله تعالى والخضوع له وحده، ولفظة الإسلام إن ذكرت منفردة فهي تطلق على الدين كله فيكون الإيمان جزءًا منها أما إن ذكر الإيمان معها فيقصد بها الأفعال الظاهرة من المرء للناس بغض النظر عن الإيمان الذي هو أمر قلبي قد يقترن بها وقد لا يقترن، وعلى العموم تشتمل مرتبة الإسلام على أركان خمسة يجب أن تتحقق في الشخص ليكون مسلمًا وهذه الأركان هي:
- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول الله.
- إقامة الصلوات الخمس المفروضة على كل مسلم عاقل بالغ وهي على الترتيب “الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء”.
- دفع زكاة المال وهي الأموال التي يجب على المسلمين إخراجها للفقراء من أموالهم في وقت معين من العام إذا كانت أموالهم قد بلغت حد النصاب.
- صوم شهر رمضان من كل عام تنفيذًا لأمر الله تعالى حين قال” كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم”
- أداء فريضة الحج لمن استطاع إليها سبيلًا من الناحية المادية والصحية.
وقد جمع الرسول صلى الله عليه وسلم أركان الإسلام في حديثه الشريف حين قال “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا”.
كما يستدل من القرآن على أن لفظ الإسلام إذا أطلق منفردًا يكون ما يراد به هو الدين كله بقول الله تعالى” إن الدين عند الله الإسلام” وقوله تعالى “ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين” فدل ذلك على أن الإسلام إذا قيل ككلمة منفردة يشير إلى كامل الدين أما إذا ذكر مقترنًا بالإيمان أو الإحسان فهو يشير إلى الأفعال الظاهرة فقط.
شاهد أيضًا: مراتب الدين كلها بمنزلة واحدة
الإيمان
يعد الإيمان ثاني مراتب الدين وهو يطلق لغًة على التصديق أما اصطلاحًا فهو يطلق على أفعال المسلم الباطنة والظاهرة، هذا إن جاء مفردًا ولم يقترن به لفظ الإسلام، أما إن أقترن به لفظ الإسلام فهو يطلق على المعتقدات القلبية فقط.
يكون الإيمان بالله تعالى وبرسوله الكريم وبكتبه ورسله واليوم الآخر، ويكون ذلك بتوحيد الله تعالى بالألوهية والربوبية وتوحيده بالأسماء والصفات وبأن ليس كمثله شيء، والإيمان بأن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، والإيمان بأن الله تعالى أرسل الكتب السماوية والقرآن ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وختم الرسالات السماوية بالإسلام، والإيمان بجميع الرسل المذكورين في القرآن، والإيمان بيوم القيامة والحساب والثواب والعقاب والجنة والنار.
الإحسان
مرتبة الإحسان هي أعلى مراتب الدين والإحسان لغًة يعني إتقان العمل وإكماله على الوجه الأحسن، أما اصطلاحًا فالإحسان يعني القيام بالأمور الدينية على أفضل وجه لها وعلي أكمل ما يكون فيجتمع في نفس المسلم الإيمان والإسلام وهو ما نعبر عنه باجتماع العمل والنية، وتعد مرتبة الإحسان أعلى مراتب الدين نظرًا لأنه اجتمع فيها أول مرتبتين من مراتبه، ويتمثل الإحسان في أمرين هما:[1]
- أن يعبد المرء الله تعالى وكأنه يرى الله.
- أن يعرف الإنسان أنه برغم عدم رؤيته لله فإن الله يراه.
شاهد أيضًا: اعظم مراتب الدين هي مرتبة
العلاقة بين مراتب الدين
توجد علاقة وثيقة تربط مراتب الدين الثلاثة ببعضها ويمكن تمثيل هذه العلاقة في عدة نقاط هي:
- إذا تم ذكر لفظة الإيمان أو لفظة الإسلام منفردة تكون كلًا منهما بنفس المعنى وهو الدين الإسلامي ككل، أما إذا ذكرت لفظتا الإسلام والإيمان معًا فتعني كلًا منهما مرادًا مختلفًا فتعني لفظة الإيمان النية والتصديق القلبي أما لفظة الإسلام فتعني الأعمال الظاهرية للجوارح.
- العمل بقواعد الإسلام والإيمان معًا هو الذي يوصل المسلم لمرحلة الإحسان بناء على أن الإحسان هو عمل الجوارح مع خشوع القلب ووجود النية.
- يعتبر مسلمًا كل من اجتمعت فيه أركان الإسلام سواء أكان مؤمنًا أو غير مؤمن وسواء أكان محسنًا أو غير محسن.
الدلالة على كون الدين مراتب
ورد الدليل على كون الدين له مراتب عدة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال “كان النبي بارزًا يومًا للناس فأتاه جبريل فقال: ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث، قال: ما الإسلام؟ قال: أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان، قال: ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تك تراه فهو يراك.”
شاهد أيضًا: ماهي اعلى مراتب الدين
الدلالة على وجود اختلاف بين مراتب الدين
وردت الدلالة على وجود اختلاف بين مراتب الدين الثلاث “الإيمان والإسلام والإحسان” في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري عن سعد بن أبي وقاص أنه قال “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطًا وسعد جالس فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا هو أعجبهم إلي فقلت يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنًا فقال أو مسلمًا فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي فقلت ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنًا فقال أو مسلمًا ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا سعد إني لأعطي الرجل وغيره أحب إليّ منه خشية أن يكبه الله في النار” ويدل الحديث على كون الإيمان مختلفًا عن الإسلام فقد يكون المرء مسلمًا لكنه غير مؤمن ولا محسن حيث أن الإيمان والإحسان أشياء قلبية يمكن أن تختلف عن ظاهر الإنسان.
وفي النهاية نكون قد عرفنا صحة عبارة عدد مراتب الدين أربع مراتب حيث أن الدين ثلاثة مراتب فقط فأدناها الإسلام وهو العمل وأعلاها الإحسان وهو إتقان العمل مع وجود نيته، وهو ما يجب على كل مسلم ومسلمه فعله ليفوزوا برضا الله تعالى وليسري عليهم قوله تعالى حين قال “إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون”.