القهر ..محمد يوسف الوحيدي –

لا أعرف سبباً حقيقياً لحالة التقزم و الإنكماش و فقد الوزن و التوازن التي تصيب العربي عندما يتعامل مع الأجنبي .. الحكاية لو تذكرون بدأت منذ الطفولة عندما كنا نرى الأجانب في الشارع يتحلق حولهم الأطفال ” هالو هالو ” و آي لاف يو I love You – جف بكشيشGive Bakshish – و ياسلام على المشهد التاريخي الذي يصيب العربي في “نخاشيش” أحاسيسه و تراه فاغراً فاه ببلاهة و ريالته تكاد تصل ركبتيه سواء كان طفلاً في حارة أو بروفيسوراً في ندوة أو رجل أعمال في مؤتمر أو وزيراً في حكومة عندما يسمع جملة ” السلام ألايكوم ” .. و الغبكة و السرزر ونحن نسمي محمد : موهاميد و نطلق على الشباشب حاشاكم أسماء ” خدوجة و زنوبة ” ( خديجة و زينب)  ماهذه الدونية التي نعاني منها ؟ التي لم تنجح محاولات الشعر و النثر و حقائق العلم و التاريخ في علاجها أو حتى تخفيف آثارها شعر الفخر و البطولة و حقائق العلم و الإبتكار بل و تاريخ التوسع و إنكسار الغرب وذلهم أمام بساطير الفاشية الإمبريالية العربية حينها .. كل هذا لم يخلع بذرة الدونية و حالة الخنوع التي نشعر بها عندما يتواصل معنا أصحاب العيون الزرقاء و البشرة البيضاء و يا حبذا لو كن منهن .. عندها سيكون التأثير بالتريليونات نتنازل عنها طوعاً و حباً فنلهث خلفهم تطبيعاً و خيانةً و نبرر الدياثة بأنها تسامح الديانة و القوادة بأنها فن قيادة و الدعارة بأنها شطارة و النفعية بأنها واقعية .. و يزين لنا الشيطان أعمالنا فيتحول نضال الفلسطيني الى إرهاب ؛ و صفاقة و ظلم الصهيوني إلى عقاب للإرهاب ؛ نصفق له و نحتفل به و نقدم شرفنا ملفوفاً بورق العنب و نغني ” هاتيكفاه ” نشيد الأمل الصهيوني بمملكة ما بين الأزرقين بصوت اوبرالي و كوفية و غترة وعقال و عباءة و نعيد تلحين نشيد موطني ليصبح بائساً محطماً سراباً و نطلق العنان لتصحيح المفاهيم بزيدان و غيره فلا الأقصى أقصى و القدس أورشليم ؛ و إسرائيل منصوص عليها و موعودة لليهود دون غيرهم في أرض ما كانت كنعان و التبرج عفة و حرية و المثلية حرية و الشرق الأوسط يولد من جديد ليصبح أوروبا الجديدة – و القهر الذي تشعر به إن كنت تشاهد أو تعيش هذا الزمن ماهو إلا مخلفات الموروث وحالة ” نوستالجيا” ستتخلص منها بعد أول سندوتش برغر من لحم الخنزير و قليل من النبيذ يفرح القلب .