أظهرت صور للأقمار الصناعية حللتها وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية، اليوم الجمعة، الأضرار التي لحقت بما تصفها إيران بورشة عسكرية هاجمتها طائرات إسرائيلية مسيرة، في أحدث هجوم من هذا القبيل وسط حرب ظل بين البلدين. كما يشير سقف هيكل المنشأة في أصفهان والتي هاجمتها إسرائيل، إلى أن طهران اعتقدت أنها يمكن أن تكون هدفا لطائرة مسيرة.
وفي حين أن إيران لم تقدم أي تفسير حتى الآن لما تصنعه الورشة، إلا أن هجوم الطائرات المسيرة هدد بإثارة التوتر مرة أخرى في المنطقة. وبالفعل، تزايدت المخاوف بشأن تخصيب طهران لليورانيوم بالقرب من مستويات تصنيع الأسلحة، حيث حذر مسؤول نووي رفيع في الأمم المتحدة من أن طهران، لديها ما يكفي من الوقود لصنع قنابل ذرية “عدة”، إذا اختارت ذلك.
وذكرت وكالة “أسوشييتد برس”، أن “الطقس الغائم منع الأقمار الصناعية من تصوير موقع الورشة”، منذ أن تعرضت لهجوم من قبل ما وصفته إيران بطائرات مسيرة رباعية المراوح ليلة 28 كانون الثاني/ يناير.
وتعمل الطائرات المسيرة من نطاقات قصيرة، بواسطة جهاز للتحكم عن بعد.
وأظهرت صور التقطتها شركة (بلانيت لابز بي بي سي)، أمس الخميس، الورشة في أصفهان، وهي مدينة وسط إيران على بعد 350 كيلومترا جنوبي طهران. وأظهر تحليل “أسوشييتد برس” للصورة، مقارنة بالصور السابقة للورشة، “تلفا في سقف الهيكل”.
وتطابق هذا الضرر مع لقطات بثها التلفزيون الإيراني الرسمي بعد الهجوم مباشرة وأظهرت فتحتين على الأقل في سقف الهيكل.
اقرأ/ي أيضًا | ماكرون يحذّر نتنياهو: “تغيير جوهريّ” على النظام القضائيّ سيصنّف إسرائيل “غير ديمقراطيّة”
وتشير لقطات التلفزيون الحكومي الإيراني، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية، إلى أن سقف الهيكل ربما يكون قد تم بناؤه بما يسمى بـ”الدرع القفصي”. يشبه الهيكل قفصا مبنيا حول أسطح أو عربات مدرعة لمنع التفجير المباشر بصواريخ أو طائرات مسيرة تحمل قنابل.
ويشير تركيب مثل هذه الحماية في الورشة إلى أن إيران اعتقدت أنها يمكن أن تكون هدفا لطائرة مسيرة.
وزعمت وزارة المخابرات الإيرانية في تموز/ يوليو أنها أجهضت مؤامرة لاستهداف مواقع حساسة حول أصفهان. وتضمن مقطع تم بثه على التلفزيون الإيراني الرسمي في تشرين الأول/ أكتوبر، اعترافات من أعضاء مزعومين في كومالا، وهو حزب معارض كردي منفي من إيران ويعيش الآن في العراق، بأنهم خططوا لاستهداف منشأة جوفضائية عسكرية في أصفهان، بعد تدريبهم من قبل “الموساد”.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الورشة العسكرية التي استهدفتها الطائرات المسيرة هي تلك المنشأة الجوفضائية.
ويأتي الهجوم في وقت تواجه الحكومة الإيرانية تحديات في الداخل والخارج، إذ هزت الاحتجاجات على الصعيد الوطني البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني، التي اعتقلتها شرطة الأخلاق في أيلول/ سبتمبر. وسجلت العملة الإيرانية مستويات منخفضة جديدة مقابل الدولار الأميركي.
ويعتقَد أن إسرائيل شنت سلسلة من الهجمات على إيران، بما في ذلك هجوم في نيسان/ أبريل 2021 على منشأة نطنز النووية الواقعة تحت الأرض، مما أدى إلى تدمير أجهزة الطرد المركزي.
وفي العام 2020، ألقت إيران باللوم على إسرائيل في هجوم معقّد، أدى إلى مقتل العالم النووي الأرفع في البلاد.
وجاء في رسالة نشرها سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أمس الخميس، أن ”التحقيقات المبكرة تشير إلى أن النظام الإسرائيلي مسؤول عن محاولة شن العدوان هذه”.