أحدث زلزال تركيا حالة من الرعب والهلع لدى الكثيرين نظرا لقوته إضافة للهزات الارتدادية التي تبعته، ما خلف آلاف الضحايا ما بين قتلى وجرحى في تركيا وسوريا، وتدمير مئات المنازل، كما شعر به سكان كثير من الدول المحيطة ومن بينها مصر والعراق، وطرح الكثيرون سؤالا عن سبب جعل هذا الزلزال مدمرا إلى هذه الدرجة.
أكثر الزلازل فتكا خلال الأعوام الماضية
تقول البروفيسورة جوانا فور ووكر، رئيسة معهد الحد من المخاطر والكوارث في يونيفرسيتي كوليدج لندن لـ «بي بي سي»: «من بين أكثر الزلازل فتكا خلال الأعوام الماضية، كان اثنان فقط منها في السنوات العشر الماضية بنفس الشدة، وأربعة في السنوات العشر السابق، ولكن ليست قوة الهزة فقط هي التي تسبب الدمار».
ووقع هذا الزلزال في الساعات الأولى من الصباح، عندما كان الناس نائمين في منازلهم. كما أن متانة المباني عامل مهم أيضا
وتقول الدكتورة كارمن سولانا، الأستاذة في علم البراكين والتواصل بشأن المخاطر في جامعة بورتسموث: “البنية التحتية المقاومة للأسف غير مكتملة في جنوب تركيا، وفي سوريا، لذا فإن إنقاذ الأرواح يعتمد الآن في الغالب على سلوك فرق الإنقاذ عقب وقوع الزلزال
وتعد الساعات الأربع والعشرون القادمة حاسمة للعثور على ناجين. وبعد 48 ساعة سيتناقص عدد الناجين بشكل كبير”
وهذه منطقة لم يحدث فيها زلزال كبير أو أي تشهد هزات تحذيرية منذ أكثر من 200 عام، ولذلك فإن مستوى التأهب يتوقع أن يكون أقل من منطقة أكثر اعتيادا على التعامل مع الهزات الأرضية
تتكون قشرة الأرض من أجزاء منفصلة، تسمى صفائح، تتجمع جنبا إلى جنب
وتتحرك هذه الصفائح مراراً، لكن احتكاكها بألواح مجاورة يمنعها من ذلك. لكن في بعض الأحيان يتراكم الضغط حتى تنقلب إحدى الصفائح فجأة، مما يتسبب في تحرك السطح
وفي حالة الزلزال الحالي كانت الصفيحة العربية تتحرك شمالا وتطحن في احتكاكها صفيحة الأناضول
وكان احتكاك الصفائح مسؤولا عن زلازل مدمرة للغاية في الماضي في شرق تركيا.
ففي 13 أغسطس1822 تسبب احتكاك الصفائح في حدوث زلزال بلغت قوته 7.4 درجة، وهو أقل بكثير من قوة 7.8 المسجلة يوم الاثنين
وتسبب زلزال وقع القرن التاسع عشر في أضرار جسيمة في بلدات المنطقة، إذ أودى بحياة 7000 شخص في مدينة حلب وحدها. واستمرت توابع الزلزال المدمرة لمدة عام تقريبا
ويوجد بالفعل العديد من الهزات الارتدادية في أعقاب الزلزال الحالي، ويتوقع العلماء أن تتبع نفس اتجاه الزلزال الكبير السابق في المنطقة
تقاس الزلازل بمقياس يسمى مقياس القوة اللحظية
ولا يمكن عادة الشعور بهزة بمقدار 2.5 درجة أو أقل، ولكن يمكن اكتشافها بواسطة الأجهزة العلمية
أما الزلازل التي تبلغ درجتها خمس درجات أو أكثر فيشعر بها الإنسان وهذا النوع يسبب أضرارا طفيفة
ويصنف الزلزال التركي، الذي بلغت درجته 7.8، على أنه زلزال قوي، وعادة ما يتسبب في أضرار جسيمة كما حدث في هذه الحالة
أما الزلازل التي تزيد على 8 درجات فتسبب أضرارا فادحة، ويمكن أن تدمر البؤر السكانية تماما
وبلغت شدة الزلزال الذي وقع قبالة سواحل اليابان في عام 2011 حوالي 9 درجات، وتسبب في أضرار واسعة النطاق على الأرض، كما أدى إلى حدوث سلسلة من موجات المد العاتية العملاقة – كانت إحداها سببا في وقوع حادث كبير في محطة نووية على طول الساحل
وكانت شدة أكبر زلزال على الإطلاق 9.5 درجات، وحدث في تشيلي في عام 1960