| مرض السرطان يغير لهجة رجل أمريكي إلى الأيرلندية.. دراسة تكشف السر

شكل نادر من سرطان البروستاتا لرجل من الخمسينيات في العمر، تسبب في حالة غريبة جعلته يتحدث فجأة بلهجة أيرلندية، وذلك دون أن يسبق ويتحدث بها في حياته من قبل أو حتى يتعلمها، وهي حالة تعرف بمتلازمة اللكنة الأجنبية «FAS»، لا يوجد منها سوى تقريرين آخرين في الأدبيات الطبية، هذه هي الأولى من نوعها المرتبطة بسرطان البروستاتا على وجه التحديد.

متلازمة اللكنة الأجنبية FAS

وبحسب المجلة العلمية «sciencealert»، فإنّ متلازمة اللكنة الأجنبية FAS هي عبارة عن اضطراب في الكلام غير عادي يمكن أن يتسبب في أن يتحدث الشخص فجأة بلهجة أجنبية دون سبب واضح، مع تغير في النطق بطريقة تشبه إيقاع لهجة أو لغة أخرى.

ومن الشائع أنّ هذه المتلازمة ترتبط بالسكتات الدماغية أو إصابات الدماغ الرضحية، وكانت أشهر حالة لمتلازمة FAS على سبيل المثال تعود إلى عام 1941 لامرأة نرويجية أصيبت في رأسها في أثناء قصف أوسلو، وبعد مرور بضعة أشهر، بدأت المرأة تتحدث عمّا شاهدته بلهجة ألمانية.

ومنذ بضع سنوات، استيقظت امرأة من ولاية أريزونا تتحدث مثل «ماري بوبينز»، ولم يكن السبب بالنسبة لحالتها واضحًا حتى الآن، أما عن الحالات التي ترتبط بشكل قاطع بأورام من النوع الأقل شيوعًا، كانت عام 2008، تتمثل في حالة نشرتها دراسة لامرأة في الستينيات من عمرها تتحدث بلهجة مختلفة غير محددة بعد انتشار سرطان الثدي في دماغها، وبالمثل تحدثت امرأة إيطالية في الخمسينيات من عمرها بإيقاع ولحن مختلفين بسبب إصابتها بورم في المخ.

وعلى الرغم من تكرار الحالات التي تتسبب في تطور لهجات أجنبية معينة بطريقة مفاجأة، فإنّه لا يمكن ربطها بأي منطقة جغرافية محددة، فهذه الحالة الأخيرة التي تعود إلى رجل من الولايات المتحدة جرى تشخيصه بسرطان البروستاتا تعتبر مثالًا نادرًا على تغيير في الصوت يشبه إلى حد كبير لهجة يمكن التعرف عليها. 

الرجل لم يكن له أي أصول أيرلندية

إذ تمكّن هذا الرجل من التحدث باللهجة الأيرلندية من أحد الأيرلنديين الجنوبيين بعد حوالي 20 شهر فقط من تشخيص إصابته بسرطان البروستاتا النقيلي الحساس للهرمونات، على الرغم من أنّ هذا الرجل لم يكن من أصل أيرلندي ولم يذهب أبدًا إلى أيرلندا.

وأشارت تقارير حالة الرجل الخمسيني السابقة، أنّه لم يكن يعاني في بداية مرضه من أي أورام يمكن ملاحظتها في دماغه، على الرغم من ظهور بعضها مع تقدم حالته المرضية، وعلى الرغم من العلاج الكيميائي والإشعاعي، فقد استمر المريض يعاني من تقدم السرطان بسرعة حتى تسبب بشلل في جسده تدريجيًا حتى أنهى حياته، فيما ظل الرجل مُحافظًا على لهجته الأيرلندية حتى النهاية.