صيانة مقتنياتها
أشار الباحث في التراث والمتاحف المهندس عبدالله المقهوي، إلى تزايد المتاحف «الأهلية» في الفترة الأخيرة في الأحساء، ومقتنيات هذه المتاحف لا تقدر بثمن، إذ إنها تحفظ تاريخ وذاكرة المدن والشخصيات، والأحداث المرتبطة بها، وخصص أصحابها مساحات في منازلهم، أو مزارعهم، قد تتجاوز مساحة المتحف 500 متر مربع، بيد أنها تواجه، مشكلة في صيانة مقتنياتها، وصعوبة الوصول إليها، وأن بعض هذه المقتنيات، لم توثق علميًا من ناحية النشأة والمواصفات وغيرها، وبعضها مهمل، ويعلوه التراب، والبعض منها موجود تحت حرارة عالية تتسبب في تلفها، وليس هذا فحسب، بل إنه لا توجد قاعدة بيانات، تضم أسماء تلك المقتنيات، وأصحابها، ومواقع المتاحف التي تضمها، وبعد وفاة صاحب المتحف، قد تضيع تلك المقتنيات، وتتناثر بين الورثة، الذين لا يقدرون قيمتها.
متحف العقيلات
أكد المقهوي، من الأجدر تفعيل شراكة بين الجهات ذات العلاقة، وملاك المتاحف الخاصة في الأحساء، لإحصاء وتوثيق المقتنيات، وتنشر في قاعدة بيانات، وتخصيص أجنحة في متحف كل مدينة، تضم مقتنيات كل صاحب متحف، يرغب في عرض مقتنياته بصفة دائمة، بحيث تعرض وتنشر تلك المقتنيات ويكتب بجنبها اسم صاحبها لحفظ حقوقه، وبناءً على تلك الخطوة، سيتكفل متحف المدينة بصيانة تلك المقتنيات للحفاظ عليها، وتسهيل الوصول إليها من المهتمين والباحثين، مستشهدًا في ذلك بمبادرة متحف العقيلات في بريدة بمنطقة القصيم، حيث يضم أجنحة تحوي مقتنيات لأبرز شخصيات العقيلات، مدونا بكل جناح اسم صاحبه.
جودة الحياة
رفض الباحث في التراث والآثار وليد الحسين، فكرة تخصيص أجنحة للمتاحف الخاصة في متحف كل محافظة، مرجعًا السبب في ذلك، إلى أن من أهداف المتاحف نشر الوعي بالتراث، وإطلاع الجمهور عليه، وتسهيل وصول الزائرين إليها، ونظرا لأن أغلب محتويات المتاحف الخاصة، من قطع التراث الشعبي، فهي تتكرر في أغلب المتاحف الخاصة، حسب كل منطقة أو محافظة، وبالتالي فإنه من المستحيل عرضها وتحقيق رضا صاحب المتحف، كما أن عرض محتويات المتاحف الخاصة منفردة، تحقق انتشار المتاحف على جغرافية كل منطقة، وإتاحة المجال للزائرين للاطلاع عليها، ولتحقيق ذلك الاستفادةَ من حدائق الأحياء ومراكزها وبعض المرافق، بأن تتبنى هيئة المتاحف، وهيئة التراث، وبالتنسيق والتكامل مع الأجهزة المعنية في أمانات وبلديات المناطق والمحافظات، إنشاء وتهيئة قاعات عرض متحفي في بعض حدائق الأحياء، وتتكفل بتشغيلها وتأمينها، وفتحها للزيارة في أوقات محددة، وتخصيص كل قاعة لمتحف خاص، وفق آلية تحفظ حقوق الطرفين.
لم تر النور
امتنع حسين الخليفة «مالك متحف خاص»، عن انتقال متحفه الخاص، كجناح واحد في موقع مخصص للمتاحف الأهلية، بسبب شروعه في بناء مقر خاص ومستقل، كمتحف خاص له في خارج منزله، مبينًا أن هذه الفكرة، التي تتمثل في تجميع المتاحف الأهلية تحت سقف واحد، تبلورت في وقت سابق، بيد أنها لم تر النور، بسبب عدم اتفاق ملاك المتاحف عليها.