ذكرت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الأربعاء، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تأخذ في الاعتبار احتمال اندلاع جولة قتال مع قطاع غزة بسبب أحداث نابلس.
وبحسب القناة الـ 14 العبرية فان المنظومة الأمنية الإسرائيلية تقدر بأنه من المحتمل أن يكون الرد من قطاع غزة أكثر حدة من مجرد إطلاق على الغلاف.
وأضافت: “من الممكن أن تشارك الجهاد الإسلامي وحماس في إطلاق الصواريخ الذي قد يكون على مناطق أبعد.”
ووفق القناة حذر مسؤولون من أن أحداث نابلس ستقابل بعملية كبيرة، لذلك يجري رفع التأهب في مناطق التجمعات المزدحمة، والكُنس وخط التماس مع الضفة والقدس.
وفي سياق متصل ذكرت قناة قناة كان العبرية: “بعد العملية التي وقعت في نابلس، الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمالية إطلاق صواريخ من قطاع غزة، حتى اللحظة لايوجد تعليمات جديدة للمستوطنين في الغلاف .
وأضافت:” ينوي سكان مستوطنة سديروت قضاء ليلتهم في الملاجئ خشية إطلاق صواريخ.”
فيما ذكرت القناة 12 العبرية أن مستوطنات الجنوب يخشون إطلاق صواريخ من غزة الليلة، مشيرة إلى أن حالة التأهب عالية هناك.
من جهة أخرى قال مسؤول في السلطة الفلسطينية للقناة 13 العبرية: “الوضع على وشك الانفجار، وإذا استمر على هذا النحو، فسوف تشتعل جميع الجبهات – غزة والضفة والقدس.
وأضاف: “من المتوقع أن تنقل السلطة رسالة إلى الأمريكيين لكبح نشاط “إسرائيل” قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة.”
وقررت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، تعزيز قواتها المنتشرة في أنحاء البلاد، بحسب ما أعلن المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، في أعقاب الأوامر التي أصدرها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، في هذا الشأن، فيما أعلن الأخير عن تشديد إجراءات الإنفاذ في القدس المحتلة، في إشارة إلى تصعيد الاعتداءات المتواصلة منذ أكثر من أسبوعين على المقدسيين.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، إنها قررت رفع مستوى التأهب والاستعداد في صفوف قواتها، في أعقاب جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية عقدت في أعقاب العدوان في نابلس الذي أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة أكثر من 100 برصاص الاحتلال الحي، في وقت سابق، اليوم.
وبحسب الشرطة، فإنها ستتخذ مجموعة من الإجراءات بما في ذلك تكثيف التشكيلات الخاصة، للتعامل مع روتين أمني خاص في جميع أنحاء البلاد، مع التركيز على المناطق القريبة من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، التي تسميها منطقة “خط التماس”.
كما أكدت شرطة الاحتلال، في بيانها، أن كل ذلك “يضاف إلى تعزيز التشكيلات الموجودة في القدس الشرقية (المحتلة) وعلى خط التماس الذي يشمل سرايا احتياط وقوات خاصة”. علما بأن أجهزة الاحتلال كانت قد أعلنت خلال الفترة الماضية، عن تلقيها إنذارات متزايدة حول عمليات محتملة ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه في القدس والضفة المحتلتين.
وعُلم أن قوات الاحتلال شددت قيودها التي تفرضها على المقدسيين وضاعفت من حواجزها المنشرة منذ مطلع الأسبوع الجاري في القدس المحتلة؛ ووفقا المعطيات التي أوردتها القناة 12 الإسرائيلية، نصبت شرطة الاحتلال 232 حاجزًا منذ الأحد، تم خلالها فحص 8,349 مركبة، بالإضافة إلى 12,451 مقدسيا في أحياء وبلدات ومخيمات اللجوء في المدينة المحتلة.
واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 72 مقدسيا منذ مطلع الأسبوع الجاري، وزعمت مصادرت 15 سلاحا غير مرخص من بينها 11 مسدسا تم تعديلها لإطلاق الرصاص الحي. وهدمت قوات الاحتلال أكثر من 19 منزلا في القدس المحتلة خلال الأسبوعين الماضيين.
وقالت القناة 12 إن الاحتلال يستخدم في القدس أسلوب “طنجرة الضغط”، التي تقوم على محاصرة المواقع المستهدفة بشكل محكم، مع الاستعانة بدروع بشرية في محاولة لاعتقال مطلونين أو استهدافهم. وتوقع المفتش العام لشرطة الاحتلال، في وقت سابق، اليوم، تصعيدا أمنيا خلال شهر رمضان، إثر استفزازات المستوطنين في القدس خصوصا.
وقال ضابط رفيع في جيش الاحتلال، إن إسرائيل تستعد لهجوم مضاد قد يقع في مناطق الـ48 أو في القدس والضفة الغربية، ردا على جريمة الاحتلال في نابلس، معتبرا أن “المواد التي تشعل الوضع باتت موجودة، ويوجد هنا بخار وقود في الجو يحتاج إلى عود ثقاب فقط من أجل إشعال الوضع الميداني”.
وأضاف، في إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه “نحن نستعد لأمر كهذا في القدس أيضا وكذلك في الجبهة الداخلية. ولا أعرف عدد القتلى الفلسطينيين لكن الذين أصيبوا وقُتلوا هم ناشطون مسلحون نفذوا عمليات إطلاق نار على القوات الإسرائيلية”.
وأضاف أن جيش الاحتلال على علم باستشهاد المسن الفلسطيني بنيران القوات الإسرائيلية، حسبما نقل عنه موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني. وذكرت الصحيفة أن “الجيش عزّز نشر بطاريات ‘القبة الحديدية‘ في منطقة غلاف غزّة”، تحسبا من رد من المقاومة الفلسطينية من غزة.
واعتبر شبتاي أن الشرطة ليست جاهزة بصورة جيدة بسبب نقص العناصر اللازمة، وقال خلال اجتماع للجنة الأمن القومي في الكنيست، إنه “ينقص 500 شرطي في القدس عشية رمضان”، وتابع “إننا في فترة توتر أمني، وفي وضع أفضل مما كنا عليه أثناء عملية ‘حارس الأسوار‘ (العدوان على القدس وغزة وهبة الكرامة في الداخل في أيار/مايو 2021) من حيث عديد القوات”.
واستردك بالقول: “لكن نحن لسنا في الوضع الذي ينبغي أن نكون عليه. نحن بعيدون عن حجم القوات المطلوب في تلك المدن (المختلطة) من أجل احتواء أحداث كهذه. ونحن أقوى، لكن لسنا بالقوة المطلوبة” وفقا ما نقلت عنه مواقع إخبارية إسرائيلية.
من جانبها، قالت رئيسة شعبة العمليات في الشرطة، سيغال بار تسفي، إن الشرطة جاهزة قياسا بالأحداث التي وقعت في أيار/مايو العام 2021، “لكن لسنا بمستوى جهوزية مثالي. ومن الوصول إلى مستوى كهذا ينقصنا الكثير الكثير من أفراد الشرطة”.
واعتبرت أنه “في سيناريو متشدد حول عدد أحداث عنف أكبر بثلاث مرات من عددها خلال أحداث حارس الأسوار، لن تتمكن الشرطة من التعامل مع جميع الأحداث وإنما مع 80% منها فقط”.