صوت مميز يطل علينا بجملة «إذاعة القرآن الكريم من القاهرة»، اعتدنا سماعه كل صباح، وظل عالقًا في أذهان المستمعين على مدار 35 عامًا، ليترك صداه المسموع والمحبب للكثيرين، إلا أنّ سن المعاش كان حائلًا بين الإذاعي شحاتة العرابي ومحبيه، إذ أنهى رحلة طويلة مع أثير إذاعة القرآن الكريم تاركًا ورائه إرثًا سيظل خالدًا في الذاكرة.
تعليق شحاتة العرابي على مطالب تمديد فترة عمله
وبعد إعلان شحاتة العرابي عبر الفقرة الصباحية من إذاعة القرآن الكريم انتهاء عمله مع أسرة المذيعين، وتداولها وسائل الإعلام والصحف المحلية، طالب محبيه ومستمعيه عبر صفحات التواصل الاجتماعي بتجديد فترة عمله بالإذاعة، وعلى الرغم من صعوبة التنفيذ، إلا أنّ هذه المطالبات أثلجت صدر الإذاعي شحاتة العرابي، وشعر بأنّ رحلة عمله خلال فترة الإذاعة لم تذهب هباءً، إذ يقول في تصريحات خاصة لـ«»، «أنا مكنتش أتوقع كل هذا الحب الكبير في قلوب الناس، وهو ما أشعرني بالسعادة الغامرة والفرحة، وأكد أمام عيني الحقيقة القرآنية التي تقول (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)».
مطالبات التمديد للمذيعين في إذاعة القرآن الكريم هي من الأمور التي يصعب تنفيذها خاصة بعد بلوغ المذيع سن المعاش، ويكون أقصها 3 أو 6 أشهر في ظروف خاصة واستثنائية، ويختص بها كبار القيادات مثل رئيس قطاع الإذاعة «مشوفناش حد قبل كدا اتعمله تمديد من المذيعين»، مُضيفًا أنّه بعد انتهاء رحلته لا يزال يرغب في أن يطل على جمهوره من خلال برنامج حتى وإن لم تتعدّ مدته الـ5 دقائق مثل التسابيح، «لو حاجة زي كدا استمرت هتبقى خير للمستمع وهذا ما أتمناه، وإن كانت هتبقى مجهود بالنسبة لي لأنّي مش هتقاضى عليه أي أجر، ولكن هتكون محبة للناس لا تنقطع».
الساعات الأخيرة التي قضاها الإذاعي شحاتة العرابي في أروقة الإذاعة قبل انتهاء فترة عمله بها، وصفها بأنّها حملت مشاعر من الوفاء والحب من زملائه، الذين دربهم وأثر فيهم بعلمه وخبرته، «هؤلاء الزملاء كان فيه بينا كل الود والحب، ولم أبخل يومًا على أحد من العاملين بأي معلومة، فالعطاء كان مني ليهم كبير بالتشجيع والتحفيز واستنهاض الهمم، ولم أشعر يومًا بتعب في العمل أو تمرد، ولكن كنت بجد نفسي سعيد».
العرابي: لن أترك الميكروفون
35 عامًا عبر أثير إذاعة القرآن الكريم، وصفها شحاتة العرابي بأنّها كانت مليئة بالعطاء والحب والإتقان والإخلاص في العمل، فالحب الذي استقبله «العرابي» في بداية نشأته من زملائه ووالديه، كان دافعًا لأن يرد هذا العطاء لمن حوله «أنا خدت من وطني حب وحنان كتير، اتعلمت من والدتي العطاء والتفاني بلا حدود ودون انتظار مقابل، واتعلمت من والدي الإخلاص في العمل وحب وطني».
رحلة الإذاعي شحاتة العرابي لن تقف بانتهاء فترة عمله في الإذاعة، فهو لا يزال مُمسكًا بالميكروفون يقدم مؤتمرات وندوات وقوافل دعوية تتبع وزارة الأوقاف وجامعة القاهرة، ويقدم تدريبات للطلاب على فن الإلقاء وكيفية النطق ومخارج الحروف، كما سجل أحاديث نبوية لبعض البرامج التلفزيونية منها «اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان»، و«سنن أبي داوود»، «أنا لن أتوقف في الإطلال على المستمعين، لأنّ أمنيتي خلال الفترة القادمة إني أختم السنة من خلال تسجيل أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام في البخاري ومسلم تسجيل رصين وواضح».
رسالة مؤثرة وجّهها كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم شحاتة العرابي من خلال «» لمحبيه الذين استشعر محبتهم قائلًا «ربنا مأرادش وده قدر ربنا، وأنا ليا صفحة على اليوتيوب ممكن تتابعوها وهتلاقوا فيها كل جديد، وحتى الشغل السابق ليا على الراديو هيكون موجود بجودة نقية زي حدائق الإيمان وفي رحاب السنة ومواقف إسلامية».