موهبة كبيرة في كتابة وإلقاء شعر العامية تمتعت بها جونير ملاك، ابنة محافظة المنيا، وظهرت لديها وهي لا تزال في الصف السادس الابتدائي حينما حاولت ترتيب بعض الكلمات البسيطة للتعبير عما يدور بداخلها من مشاعر طفولية مختلفة، ومع تشجيع والديها راحت تنمي هذه المهارة فالتحقت بأكاديمية الموهوبين بالمنيا، وتمكنت من الحصول على المركز الأول على الدفعة خلال سنتي الدراسة.
بداية تعلُّق «جونير» بالكتابة
«بحب الكتابة علشان دايمًا بعبر بيها عن اللي جوايا».. هكذا بدأت «جونير»، الطالبة بـ الصف الثاني الثانوي، وصاحبة الـ17 عامًا حديثها لـ«»، موضحة أن حبها للكتابة بدأ معها منذ أن كانت بالصف السادس الابتدائي حينما كانت تحاول استخدام بعض الكلمات البسيطة للتعبير عما يدور داخل قلبها الصغير من مشاعر، مضيفة أنها مع مرور السنوات ودراستها للنصوص الشعرية زاد تعلقها بالشعر والكتابة وراحت وقتها تُنظم قصيدتها الأولى التي التزمت في كتبابتها بفنون الشعر المختلفة من أوزان وقافية.
اختارت «جونير» استخدام تعبيرات اللغة العامية في كتابتها للشعر؛ لكونها اللغة الدارجة والمفهومة لعامة الناس على اختلاف أعمارهم ومستواهم الثقافي والتعليمي حتى تتمكن من إيصال المعنى لهم والوصول إلى قلوبهم بسهولة: «أهم حاجة أن أوصَّل كلامي للناس وأخليه يلمس قلوبهم فعلًا، والناس البسيطة محتاجة كلام بسيط شبهها علشان تفهمه»، وأن أسرتها وأصدقائها هما الداعم الأكبر لها، إلى جانب مُعلميها في المدرسة من خلال إشاداتهم المستمرة بما تكتبه.
قصيدة للأب بعنوان «يا سيد الناس»
قصائد كثيرة كتبتها ابنة محافظة المنيا اعتمدت فيها على توظيف اللغة العامية بتعبيراتها الدسمة المُغلفة بالبساطة، منها قصيدة «أنا مستغنية»، و«قضية جيل»، و«ملخص 2022»، فضلًا عن قصيدة للأب بعنوان «يا سيد الناس»، التي جاء في مطلعها: «أكتب عن أبويا؟.. ولا عن أبويا ميتكتبش؟.. بحاول أوصفه وأهدي حبي ليه في قصيده، لكنه مبيتوصفش.. أبويا القسوة والحنية، أبويا الإيد المتبته في إيديا، ولا عمرها في يوم تسيب.. أيويا الأخ والصاحب والحبيب».
«بحاول أطوَّر من نفسي دايمًا من خلال إني اقرأ لشعراء كتير وأتابعهم وكمان من خلال دراستي لفنون الشعر العامي»، بحسب «جونير»، وأنها تحلم بأن تصل كلماتها لأكبر عدد من الناس وتتلامس مع قلوبهم.