حركة الجهاد حرب إيرانية بالوكالة

كونت إيران عددا من الوكلاء المتطرفين والميليشيات الإرهابية المسلحة لبناء مصالحها التوسعية ودعمتهم بالمال والأسلحة ومنها حركة الجهاد الإسلامي وحزب الله وحماس، والمشترك بين المنظمات الثلاث هو المساعدة العسكرية الكبيرة والدعم الذي تتلقاه من إيران.

وشكلت إيران من خلال المنظمات التي ترعاها جبهة إرهابية واسعة تضم الحوثيين في اليمن والميليشيات المسلحة في العراق وسوريا. ويسعى وكلاء إيران إلى تغيير النظام الإقليمي لمصلحة إيران.

تأسس الحركة

وتأسست حركة الجهاد الإسلامي تحت النفوذ الإيراني في أوائل الثمانينيات.

حيث قام مؤسسها الدكتور فتحي الشقاقي بتأليف كتاب الخميني الحل الإسلامي والبديل. وينظر هذا الكتاب إلى الثورة الإيرانية كنموذج لثورة إسلامية شاملة من شأنها أن تعزز نهضة إسلامية واسعة النطاق.

ومنذ إنشائها، نفذت الجماعة سلسلة من الهجمات، حيث زودتها إيران بالبنية التحتية اللوجيستية اللازمة من الأسلحة والذخيرة والمال والتوجيه. ويفتخر نشطاء الجهاد الإسلامي في غزة بالأسلحة المتطورة والطائرات المسيرة التي بحوزتهم، بعضها محلي وبعضها بتكنولوجيا إيرانية.

نشاط إعلامي

ومنذ الثمانينيات يعيش قادة جماعة الجهاد الإسلامي، بمن فيهم الرئيس الحالي زياد النخالة، في سوريا. ولا تمتلك حركة الجهاد الإسلامي بنية تحتية واسعة النطاق للدعوة مثل حماس في غزة، وتركز بشكل أساسي على بعض العمليات العسكرية إضافة إلى نشاط إعلامي واسع من قبل قادتها وكوادرها ضد دول الخليج الذين تنظر إليهم إيران نظرة عدائية شديدة، ويشكلون مع الأذرع الأخرى خريطة الحرب الإعلامية الإيرانية العربية عامة والخليجية على وجه الخصوص، ولذلك فإن النشاط المتصاعد الأخير للتنظيم ينبع من شيء أعمق: وهو علاقته بإيران.

قاسم سليماني

وفي 5 يناير 2023، أعلن زياد النخالة أن النموذج الذي يحظى بإعجاب مقاتلي الجهاد الإسلامي في المقام الأول هو قاسم سليماني. ووصف سليماني بأنه بطل شهيد ومقاتل شجاع كرمته كل جبهات المقاومة وتفرعاتها. وكان سليماني قائد الحرس الثوري الذي اغتيل على يد الولايات المتحدة في يناير 2020. وحددت حركة الجهاد الإسلامي في منشوراتها هدفها بشن هجوم مسلح بمناسبة ذكرى وفاته.

فالجهاد الإسلامي أكثر من مجرد منظمة عسكرية ذات رؤية متطرفه إسلامية واسعة ممتزجة مع المقاومة الفلسطينية، وهي لا تعمل في فراغ. وهي إلى جانب حماس وحزب الله وأنصار الله، يمثلان محورا يرغب في صياغة معادلة إستراتيجية جديدة لصالح إيران. هذه المعادلة الجديدة هي في الأساس مخلب القط الذي تستخدمه إيران لمصالحها الثورية التوسعية.