بعد 6 سنوات دراسة بكلية الطب، وسنة أخرى امتياز، لم ينسَ الدكتور كريم خطاب، فضل والده ووالدته عليه، منذ أن كان طالبًا بالابتدائية، حينها كان يحلم بدخول كلية الطب، وكان حلم والده أيضًا، حيث ظل يراودهم، حتى حققه والتحق بكلية حلمه، وأخذ وعدًا على نفسه بعد التخرج أن يصعد والده ووالدته على المسرح لاستلام التكريم بدلًا منه، وهو ما حدث منذ أيام، ضاربًا أروع الأمثلة في الوفاء وبر الوالدين.
كريم خطاب، تخرج في كلية الطب جامعة كفر الشيخ، وصعد والده، ويعمل صيادًا، على المسرح لاستلام التكريم نيابة عنه، رغم وجوده بالقاعة، إذ أهداه لهم، يحكي لـ«»: «صعود والدي لاستلام التكريم مكنش وليد اللحظة، دي حاجة كنت نفسي أعملها له وكان حلم ليا، هما مكملوش تعليم بس كان ليهم أثر كبير في حياتي التعليمية، والدتي تخرجت في 3 إعدادي وكانت بتذاكر لي رياضة، ووالدي خرج من 5 ابتدائي وكان بيفهم إنجليزي ومتعلم كويس وكان بيذاكر لي».
مفاجأة لوالد «كريم».. لم يعلم بصعوده على المسرح واستلام التكريم
لم يعلم والده أنه سيصعد للتكريم نيابة عن ابنه، وأبلغه قبل ذلك بدقائق قليلة، ورغم رفضه ومعارضته للأمر، مُعللًا رفضه أن ابنه هو مَن يستحق التكريم، إلا أنه خضع أمام إصراره، يستكمل حديثه: «كان رافض بشدة كان شايف إن ده حقي وأنا اللي تعبت وده مجهودي مش مجهوده، المفروض أطلع زي زمايلي، شايف إن لولا هو ولولا والدتي مكنتش وصلت لكل ده، وكمان كان المفروض والدتي تطلع بس اتحرجت».
اتفاق مُسبق بين مقدم الحفلة وطالب الطب
وأثناء تقديم «كريم» للتكريم خلال الاحتفال بالتخرج، قال مقدم الحفلة اسمه وأضاف أنه أهدى التكريم لوالديه، وذلك باتفاق مُسبق بين الطالب والمُقدم: «روحت له قبل الحفلة واستأذنته»، ولم يظهر طالب الطب خلال التكريم نهائيًا، إذ أراد تسليط الضوء على والديه فقط: «ماكنتش حابب أظهر لإن هما اللي بيتكرموا مش أنا، مش حابب صورتي تظهر في التكريم خالص».
«كريم»: والدي بعد التكريم حس إنه دكتور مش صياد
أبلغ الأطباء والد «كريم» بسعادتهم لما فعله، وشكره العديد من الحاضرين، ورغم مرور أيام على التكريم، لا زال والده في حالة من السعادة لا تُنسى، حيث شعر أنه دكتور وليس صياد، بحسب طالب الطب: «والدي بقى حاسس إن هو فعلًا عمل حاجة، حاسس أن هو بقى دكتور، عاوز أوصله إن هو مش صياد، أنت النهارده دكتور».