3 أشهر من العمل على صناعة فانوس رمضان، تتغير ورشة محمد صبحي، في شارع «تحت الربع» بمنطقة الدرب الأحمر في وسط القاهرة، بين عشية وضحاها، لتتحول من ورشة حدادة إلى صناعة الفانوس البلاستيك، حيث يقف هو ووالده منذ سنوات طويلة، لا يتذكر عددها في ورشة صغيرة، لا تسع سوى فردا واحدا، يقف والده مُمسكًا بالأدوات اللازمة، ويبدأ في إعداد الخامات التي يستخدمها في إنتاج الفانوس وخروجه بالشكل النهائي.
برع «محمد» في صناعة الفانوس البلاستيك، يشتري الخامات اللازمة من المصانع، ثم يقطعها هو ووالده، ويبتكر شكل الفانوس النهائي، بعدها تتم عملية اللحام وإضافة الزجاج، يروي لـ«»: «ركزت على الفانوس البلاستيك، علشان حبيت أكون مختلف، وقدرنا نثبت نفسنا فيه، بنجيب الخامات وبنعمل الفانوس، وعندنا الأدوات، وقبل رمضان بأقل من شهرين بنبدأ شغل».
لا ينتهى الشكل النهائي للفانوس في ورشة «صبحي» عند تقفيله فقط، بل يضيف فروعا من الإضاءة داخل الفانوس وخارجه، لإضفاء البهجة عليه: «بضيف فيه إضاءة بنفسي، بشتري الفروع والسلوك، علشان يبقى شكله حلو لما يتعلق قدام البيوت أو في المحلات».
عمل متواصل من 11 صباحًا حتى الليل
يبدأ «محمد» ووالده العمل بالورشة في الحادية عشر صباحًا، يتناولان الإفطار بالورشة، مع كوب من الشاي، ويتحدثان في بعض الأمور الخاصة بالصناعة وأحدث الابتكارات، وما سيخرج من ورشتهما اليوم، وعدد الفوانيس المطلوبة من زبائنهما، ثم تدريجيًا يبدأ الاثنان في عملهما: «بنبدأ نجهز الشغل واحدة واحدة، والشغل محتاج تركيز، لأن أي خامة من الموجودة لو باظت بتعجز معانا».
يتزين المحل من الأمام بأشكال الفوانيس التي أنتجتها الورشة، ومع حلول الليل، تضيء المصابيح الملفوفة على الفانوس، فيتحول المحل إلى تحفة فنية تبهر الناظرين، بحسب حديث «محمد».
الأدوات المستخدمة في صناعة الفوانيس
يستخدم «محمد» عديد من الأدوات، من «بناطة»، وهي أداة لحام، إلى مقص ومسامير وشاكوش، مؤكدًا أن صناعة الفوانيس مُرهقة: «شغلها متعب جدًا وبنبقى مرهقين، الصناعة دي صناعة فن، ومحتاجة تركيز، بس بعد ما يطلع شكل الفانوس النهائي، بيروح كل التعب والمجهود في صناعته، وببقى مبسوط بالمُنتج النهائي، بنوزع بالجملة وبنبيع قطاعي برضه».