تزوجته منذ 15 عامًا، وخلال تلك الفترة لم تتوقف ليوم واحد عن مساعدته، إذ كان يعاني زوجها إبراهيم علي، من مرض ضمور العضلات منذ الطفولة، ما أثر على أطرافه الأربعة وأعجزه عن الحركة، ولتمسكه الشديد بأداء الصلاة وتعلق قلبه بالمسجد، قررت أن تصطحبه كل يوم لأداء الصلوات، حاملة إياه بين يديها، بعد مساعدته في الوضوء، لتضرب أروع مثال في التفاني والتضحية والوفاء.
تحكي رابعة صالح، 48 عامًا، أنها تعيش مع زوجها في قرية كفر نكلة بمركز المحمودية في محافظة البحيرة، بعد زواج دام 15 عامًا، أثمر عن إنجاب طلفتين توأم: «زوجي أصيب وهو طفل رضيع عمره 6 شهور، بارتفاع في درجة الحرارة أثر على النخاع الشوكي، وأصابه بالضمور في أطراف يديه وقدميه، كان بيستخدم كرسي متحرك، بس للأسف بقى قديم ومتهالك».
تزوجته مريضا وقررت خدمته
بعد أن تقدم العمر بـ«رابعة»، تزوجت من «إبراهيم»، لتساعده في حياته: «كان نفسي أتزوج كفيف أو شخص مصاب بمرض، عشان أخدمه، وفعلا ده اللي حصل، ومن يوم ما تزوجت إبراهيم، وأنا بحمله بين يديا للمسجد مسافة 50 متر، وبعد الصلاة أرجعه البيت بنفس الطريقة»، مؤكدة أنها تحقق أمنيته في الصلاة بالمسجد.
مستعدة أخدمه لآخر يوم في عمري
لا تحمل «رابعة» زوجها لأداء الصلوات فقط، بل أيضًا إلى جميع الأماكن التي يحتاج الذهاب إليها، من زيارة بعض الأقارب، إلى المستشفيات وغيرها، تنظر إليه بعينين يملؤهما الحب، ثم تعود بنظرها إلى السماء، طالبة من الله أن يدخلهما الجنة معًا.
تحكي: «باخده وبشيله لأي مكان احتاجنا إنه يروح له، بشيله لغاية ما نركب المواصلات»، مؤكدة أنها لا تمل ولا تكل من حمله ومساعدته: «ده اللي هيدخلني الجنة إن شاء الله، ومستعدة أخدمه لآخر يوم في عمري، أنا متزوجاه وهو تعبان وراضية بيه وهو تعبان».