مفاجأة .. نتنياهو بروما للاحتفال بيوم زواجه ورغم العملية الفدائيّة آثر البقاء..

كشف الإعلام العبريّ النقاب عن أنّ الهدف الرئيسيّ من زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إيطاليا، طبعًا برفقة زوجته ساره، هو الاحتفال بعيد زواجهما، مُستغربًا في الوقت عينه من أنّ الحكومة الإسرائيليّة قامت باستئجار ستين غرفةٍ في أحد الفنادق الفخمة في العاصمة روما، على حساب دافع الضرائب في الكيان.

 وقالت المراسلة السياسيّة في القناة الـ 12 بالتلفزيون الإسرائيليّ إنّ الاجتماع المقرر بين نتنياهو وبين رئيسة الوزراء الإيطاليّة سيستغرق ساعةً واحدةً على الأكثر، مُشيرةً إلى أنّ جدول أعمال الزيارة لا يتضمّن لقاءات أخرى مع شخصياتٍ سياسيّةٍ أوْ اقتصاديّة في إيطاليا.

 وفي السياق عينه، كشفت القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ أنّه قبل عدّة سنواتٍ، وفي التاريخ نفسه، سافر نتنياهو برفقة زوجته إلى الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، وهناك احتفلا بيوم زواجهما، مُضيفةً أنّ نتنياهو توجّه إلى الملياردير الأمريكيّ-الإسرائيليّ، أرنون ميلتشين، وطلب منه أنْ يشتري لزوجته هديةً، واستجاب ميلتشين للطلب، وشاركه في دفع ثمن الهدية، وهي عبارة عن قلادةٍ ذهبيّةٍ، الملياردير الأستراليّ-الإسرائيليّ، جيمس باكر، حيث وصل ثمنها آنذاك إلى 42 ألف دولار.

 يُشار إلى أنّ ميلتشن وبيكر هما من الشهود ضدّ نتنياهو في المحاكمة التي تجري ضدّه في المحكمة المركزيّة بالقدس، والتي تتهمه فيها النيابة الإسرائيليّة بعمليات نصب واحتيال وتلقي الرشا وخيان الأمانة، حيثُ يؤكّد خبراء القانون أنّه في حال تمّت إدانته بالتهم المنسوبة له فسيقضي عدّة سنواتٍ في السجن.

 يُشار إلى أنّه للمرّة الأولى في تاريخ الكيان، كما أكّدت وسائل الإعلام العبريّة، يضطر رئيس الوزراء للسفر لخارج البلاد من خلال عملية تمويه، حيُ وصل نتنياهو إلى مطار اللد (بن غوريون) في مروحيّةٍ تابِعةٍ للشرطة الإسرائيليّة، وذلك بهدف الالتفاف على المتظاهرين الذين أغلقوا بسياراتهم الشارع المؤدّي من القدس إلى المطار.

 وانتقد الإعلام العبريّ بشراسةٍ غيرُ معهودة نتنياهو، الذي آثر البقاء في روما، على الرغم من أنّ إسرائيل تعرّضت مساء أمس الخميس لعمليةٍ فدائيّةٍ في قلب تل أبيب، أسفرت عن إصابة ثلاثة بجروحٍ متفاوتةٍ، حيث أكّدت المصادر في تل أبيب صباح اليوم الجمعة أنّ اثنيْن من الجرحى ما زالا في وضعٍ حرجٍ للغاية وأنّ خطر الموت يهددهما بسبب إصابتهما البليغة.

 وتواصلت الحرب الإعلاميّة بين الإسرائيليين على وسائط التواصل الاجتماعيّ، وعلى نحوٍ خاصٍّ على (تويتر)، حيث نعت العديد منهم ما شهده كيان الاحتلال أمس بـ” يوم الخميس الأسود”، إذْ أنّه، كما أكّد الإعلامي داني كوشمارو، مذيع النشرة الإخباريّة في القناة الـ 12 كان يومًا غيرُ مسبوقٍ من ناحية كم الأحداث التي عصفت بإسرائيل واختصر المشهد بالقول دولة فوضى، لا توجد كلمةً مناسبةً أكثر لما يحدث، على حدّ تعبيره.

وكان الرئيس الإسرائيليّ، يتسحاق هرتسوغ، ناشد الحكومة في خطابٍ متلفزٍ الليلة الماضية، بالتخلي عن محاولات تمرير خطط متنازع عليها بشدة لإصلاح القضاء والسعي للوصول إلى نموذج يحظى بدعم واسع مع عودة عشرات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع يوم أمس الخميس، والتي من المقرر أنْ تستمّر يوم غدٍ السبت، علمًا أنّ مئات آلاف الإسرائيليين يُشاركون في المظاهرات التي تستمّر للأسبوع الـ 11 على التوالي.

وقال هرتسوغ إنّ إسرائيل وصلت إلى نقطة اللا عودة، ودعا الحكومة الائتلافية إلى إعادة النظر في التشريع المقترح، الذي تدعمه بقوة الأحزاب القومية والدينيّة،

وأضاف “هذا خطأ، إنّه يقوض أسسنا الديمقراطية، وبالتالي يجب استبداله بخطوط عريضة أخرى متفق عليها على الفور”، على حدّ تعبيره.
وللتدليل على عمق الأزمة التي يعيشها كيان الاحتلال تكفي الإشارة في هذه العُجالة إلى حدثيْن اثنيْن: الأوّل، أنّ قائد سلاح الجوّ الإسرائيليّ وفي خطوةٍ غيرُ مسبوقةٍ أقدم مساء أمس على إقالة أحد كبار ضُبّاط سلاح الجوّ، والذي يقود حملة احتجاج طياريّ سلاح الجوّ ضدّ خطة الحكومة للإجهاز على المنظومة القضائيّة.

والحدث الثاني قيام المُفوّض العام للشرطة، الجنرال كوبي شبتاي، بإيعازٍ من الوزير الفاشيّ إيتمار بن غفير، بتنحية قائد شرطة لواء تل أبيب من منصبه بسبب تعامله المُتساهل مع المتظاهرين، علمًا أنّ الحركة من اجل جودة الحكم في إسرائيل سارعت لتقديم التماسٍ للمحكمة العليا ضدّ القرار الجائر، على حدّ تعبيرها.