| «مدحت» 15 سنة يعمل على عربة لبيع المشروبات: عندي حلم وبذاكر وأنا شغال

على الرغم من صغر سن الشاب مدحت هاني، ابن مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، فهو لا زال على أعتاب عامه الخامس عشر، إلا أنه يتمتع بوعي كبير وقدرة على تحمل المسؤولية؛ إذ لم يطق أن يظل مسؤولًا من والديه أو معتمدًا عليهما في تحمل نفقة دراسته ومصاريفه الشخصية، وراح يفتتح مشروعه الخاص وهو عربة لبيع المشروبات موفِقًا من خلالها بين عمله ومذاكرة دروسه لتحقيق حلمه في الالتحاق بكلية الحقوق.

«مدحت» يبدأ مشروعه الخاص بعربة مشروبات

«حبيت استفيد بوقتي ومكونش عبء على أهلي».. بهذه الكلمات القليلة لخَّص «مدحت»، الطالب بـ الصف الثالث الإعدادي، سبب بدء في مشروعه الخاص الذي يتطلب منه العمل لمدة تتجاوز العشر ساعات يوميًا، موضحًا أنه بدأ في مشروعه على عربة لبيع المشروبات قبل نحو 10 أشهر بعدما تعلَّم أصول هذه الصنعة ومتطلباتها من شقيقه الأكبر «محمد»، ابن الـ26 عامًا، والذي يعمل في كافيه منذ ما يقرب من 12 عامًا، ومعه من الخبرة ما تكفي للاستفادة منها.

نظام خاص وضعه ابن مدينة المحلة الكبرى لحياته كي يتمكن من التوفيق في عمله ودراسته، وهو أن يقضي أغلب ساعات يومه بين الصلاة والدروس والعمل: «بصحى أصلّي وأروح دروسي اللي ورايا بعدها برجع على الشغل من الساعة 2 الضهر وبفضل هناك لحوالي الساعة 12 أو 1 بالليل لحد ما أخويا يخلص شغل ويعدي عليا نرجع البيت سوا»، وأنه وشقيقه يحلما بإنشاء كافيه كبير به العديد من العمال ويحقق شهرة واسعة واسمًا في المحافظة بأكملها.

حلم الالتحاق بكلية الحقوق

وإلى جوار إنشاء الكافية، هناك حلم آخر يقبع في قلب الشاب الصغير يتعلق بدارسته، إذ يتمنى الالتحاق بـ كلية الحقوق ليصبح محاميًا قويًا ذا مكانة مرموقة في المجتمع، وهو ما يدفعه على مواصلة العمل والمذاكرة طوال اليوم مهما تطلب الأمر من جهد أو كبْده من آلام: «أمي وأخويا ساعدوني في المشروع ونفسي أسعدهم بنجاحي وأردلهم الجميل»، وأنه يتلقى كثيرًا من الإشادات والدعاء يوميًا من المارة كلما وجدوه يصلي في مكان عمله أو يجلس ليذاكر دروسه وفي الوقت ذاته متأهبًا للعمل واستقبال الزبائن: «الناس بيفرحوا بيا وبيدعولي وده بيسعدني ويشجعني أكتر».