| «محمد» شاب يتحدى إصابته بالشلل ويعمل في توصيل الطلبات

بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره وبعزيمة من حديد استطاع «محمد مشعل» تخطي إصابته بالشلل نتيجة إصابته بحادث دراجة نارية، وعدم قدرته على الحركة أو حتى تناول الطعام بمفرده لمدة 4 أعوام، وكنه أصبح الآن يعمل في توصيل الطلبات رغم العجز الذي أصاب نصف جسده.

حادث وإصابة بالشلل

ويروي «مشعل» 36 عامًا، قصته التي بدأت عندما كان يعمل موردًا للخضروات والفاكهة للفنادق والمنشآت السياحية بالقاهرة، وخلال تواجده فترة ببلدته كفر صقر بالشرقية أصيب بشلل «نصفي رباعي من أسفل اليد»، نتيجة تعرضه لحادث خلال قيادته للدراجة النارية، تسببت في إصابته بالفقرات 5 و6 وقطع بالحبل الشوكي، عجزه عن الحركة تمامًا لمدة 4 سنوات، موضحًا: «4 سنين نايم في السرير، مش قادر اتأقلم على الوضع الجديد، حتى الأكل والشرب كان أبويا أو أمي هما إيلي بيأكلوني ويشربوني، وهما إيلي كانوا بيقلبوني على السرير يمين وشمال».

العزيمة والإرادة

وقرر الشاب ألا يستسلم للعيش بهذه الطريقة، وألا يقتصر دوره ما تبقى من حياته على الحصول على العطف والشفقة والإحسان ممن حوله، فقرر تخطي الصعاب والتعايش مع الموقف والتأقلم عليه، وبدأ بمحاولات لكي يتمكن من الحركة والخروج بمساعدة من حوله بالبداية، وبدأ بالتفكير في النزول لسوق العمل مرة أخرى رغم العجز.

وتمكن الشاب من الحصول على دراجة نارية خاصة بالمعاقين، وأدخل عليها بعض التعديلات، ثم ألحق بها صندوقًا لوضع الطلبات بها، وأنشأ مشروعه الخاص وأطلق عليه اسم «وصللي شكرًا».

وعن الصعوبات التي واجهته قال إنه أصيب نتيجة الجلوس فترات طويلة على الدراجة النارية بقرح فراش، إذ يعمل يوميًا من 8 إلى 10 ساعات، إضافة لتعرضه لمواقف صعبة غير أنه كان يلتمس لأصحابها الأعذار، كأن يرفض بعض الأشخاص استلام الطلب، لأنه يطلب منهم النزول لاستلامه في الشارع،  لعدم تمكنه من صعود السلم وتسليمه على باب الشقة، متابعًا: «بلتمس لهم أعذار، ممكن يكون اللي بيرفض ست كبيرة مش قادرة تنزل، أو واحدة معاها أطفال مش هتسيب أطفالها طبعًا أو واحدة حامل مش هتقدر تنزل»، لافتًا إلى أنه متصالح مع إصابته، وأن رفض الآخرين له لا يعني انهم سيئين.

وأشار إلى أن هناك العديد من الأشخاص الطيبين الذي يساعدونه سواء يعرفونه أو لا يعرفونه، إضافة إلى أن آخرين يساعدونه في توصيل الطلب للعميل بعد أن يوقفهم بالشارع ويطلب منهم ذلك.

الرضا بالمكتوب لازم يبقى كامل

وتابع: «الناس هنا في البلد كويسين معايا، وطول ما في رضا بما كتبه الله مش ممكن هتزعل، المفروض يكون الرضا كامل»، لافتًا إلى أن هناك العديد من الشباب والفتيات ينعزلون بعد تعرضهم للحوادث، إذ يصابوا بالخجل من مواجهة المجتمع بكرسي متحرك، ومن مواجهة نظرات الشفقة من الآخرين، ويحلم بتوسعة المشروع بضم دراجة نارية أخرى وتكوين شركة لتوصيل الطلبات.