لا يستبعد خليل الحيّة عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن ينخرط قطاع غزة بشكل مباشر في مواجهة محتملة مع الاحتلال الإسرائيلي. ويصف المرحلة الحالية بأنها مرحلة إحياء القضية الفلسطينية من جديد.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة قال الحية: “ان الظروف تتهيأ بشكل كبير لمواجهة محتملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالنظر إلى سلوك الاحتلال ومن وصفهم بغلاة المتطرفين والمستوطنين والإرهابيين في حكومة بنيامين نتنياهو، وهي الحكومة التي جاءت ببرنامج واضح يدعو لطرد وتهجير الفلسطينيين.
ويرى أن الفلسطينيين يتفقون على مواجهة حكومة الاحتلال ميدانيا بكل أشكال المقاومة، وسياسيا بعزلها أمام المنظومة الدولية في كل المحافل الدولية، مؤكدا أن حركة حماس ومعها بقية الفصائل الفلسطينية تمتلك قوة قادرة على لجم العدوان وتعزيز المعادلات بين المقاومة والاحتلال، وقد تُحدِث مفاجآت أكثر مما فعلته في معركة “سيف القدس”، في إشارة منه إلى المعركة التي وجهت فيها المقاومة الفلسطينية في مايو/أيار 2021 ضربات صاروخية في العمق الإسرائيلي على إثر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والمخططات الإسرائيلية لترحيل سكان حي الشيخ جراح في القدس.
ويشير الحيّة -وهو رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس- إلى أن معادلات الردع مع الاحتلال قائمة على وجود قوة داخل غزة قادرة على ضرب الاحتلال في كل مكان، وعلى مقاومة داخل الضفة الغربية تفعل الشيء نفسه، وهي مقاومة تؤمن بالعمل المشترك وبالوحدة الوطنية، وهي في حالة انسجام في الميدان.
وعن مدى جاهزية حركة حماس لأي مواجهة محتملة مع الاحتلال، يكشف الحية أن الحركة ليست في منأى عن الميدان، وهي منخرطة بشكل يومي مع المقاومة في نابلس وفي جنين وقلقيلية، ولديها قوة جاهزة للانخراط المباشر في أي مواجهة مع الاحتلال حينما يتخذ القرار بذلك.
وفي نفس السياق يؤكد مسؤول حماس أن ما يجري في الضفة الغربية يؤكد أن المقاومة هي التي تردع الاحتلال وتحقق الإنجازات كما فعلت في انتفاضة الأقصى، مبرزا أن المقاومة متصاعدة بأشكال متعددة، بالعمل المنظم للفصائل الفلسطينية (حماس والجهاد الإسلامي والحركة الشعبية وغيرهم)، وبالعمل المشترك المقاوم الملتحم والمتمثل في “عرين الأسود” الذي يشكل ظاهرة مجتمعية مشتركة، وأيضا في “كتيبة جنين” التي بدأت تتكرر في الخليل وطولكرم وقلقيلية، بالإضافة إلى الحالة المنفردة، فكل مواطن فلسطيني يمتلك سكينا أو بارودة أو حجرا يقاوم الاحتلال الذي لم يترك للفلسطينيين أي خيار سوى مواجهته، كما يؤكد الحيّة.
وعن قبول حركة حماس عام 2017 قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، يؤكد الحيّة أن القرار كان ضمن توافق وطني مرحلي، وأكدت الحركة حينها أنها لن تعترف بإسرائيل، مبرزا أن كل المعطيات تشير اليوم إلى أن حل الدولتين لم يعد موجودا وأن الفلسطينيين باتوا أمام معركة جديدة.
أسباب عودة العلاقة بين حماس ونظام الأسد
ومن جهة أخرى، يوضح عضو المكتب السياسي لحركة حماس في حديثه لبرنامج “المقابلة” أسباب عودة العلاقات بين حماس والنظام السوري، قائلا ” لم يطلب منا أحد إعادة العلاقة مع سوريا”، و”لا يوجد طلب ولا وساطة من إيران”، مرجعا الدافع لذلك إلى القراءة السياسية لما يجري في المنطقة وضرورة أن تقوّي حماس علاقاتها مع الدول المحورية والمهمة التي لا تزال لديها الجاهزية لدعم المقاومة الفلسطينية.
وأشار إلى أن حركة حماس والنظام السوري اتفقا على إعادة العلاقة وتطويرها بالتدريج، وأن النظام السوري “يرحب بوجود مكتب لحماس في دمشق وممثل لحماس في سوريا”، مبرزا أن حماس لديها سياسة واضحة ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وعلاقتها بسوريا تكون مرتبطة بالشؤون الفلسطينية ولا تناقش غير القضية الفلسطينية.
يذكر أن حماس كانت حليفا لدمشق قبل أن تتوتر العلاقات تدريجيا بين الطرفين عام 2011، إثر اندلاع الثورة السورية التي تحولت إلى صراع مسلح. وفي فبراير/شباط 2012، أعلنت الحركة عن مغادرة قادتها دمشق، وأغلقت كافة مكاتبها، وأوقفت أنشطتها هناك.
وفي علاقة حماس بالدول العربية والإسلامية الأخرى، يصف الحيّة العلاقة مع مصر بالجيدة، ويقول إن السعودية تعنيهم كدولة من موقعها ومكانتها، ولكنها اتخذت اتجاها في الابتعاد عنهم، نافيا أن يكون السبب هو العلاقة بين حماس وإيران. كما يشيد بدور قطر في استمرار دعمها للفلسطينيين ولقطاع غزة على وجه الخصوص.
أما بخصوص العلاقة بين حماس وإيران، فيؤكد أن “إيران تقف بكل ما تستطيع مع المقاومة كبرنامج وتدعمها سياسيا وبالمال والسلاح وتدفع أثمانا من أجل ذلك”، مقرا بتراجع العلاقة السياسية بينهما في 2013 بعد خروج الحركة من سوريا، لكن الدعم العسكري والمالي الإيراني لم يتوقف.
في حين لا تقدم تركيا أي دعم عسكري للمقاومة الفلسطينية وتكتفي بالدعم الإنساني من خلال بعض المؤسسات الخيرية، كما يكشف مسؤول حماس لبرنامج “المقابلة”.